• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الباب الأول

  • به القوى الغادرة ، فلمّا قرأ الرسالة قال عليه‌السلام : «آمنك الله من الخوف ، وأرواك يوم العطش الأكبر».

    ولمّا تجهّز ابن مسعود لنصرة الإمام بلغه قتله فَجَزع لذلك ، وذابت نفسه أسىً وحسرات (١).

    موقف والي الكوفة

    كان النعمان بن بشير والياً على الكوفة وقتذاك ، ومع أنّه كان عثماني الهوى واُمويّ الرغبة لكنّه لم يكن راضياً عن خلافة يزيد ، وبعد موت معاوية انضم إلى عبد الله بن الزبير وقاتل وقُتل معه.

    وعليه فإنّه لم يتّخذ موقفاً متشدّداً من نشاطات مسلم بن عقيل في الكوفة ، ولم يُنقل عنه في تلك المرحلة الحسّاسة سوى خِطاب ألقاه في جمع الكوفيين ، كان ـ كما يتصوّر ـ لرفع العتب والتظاهر بأنّه يقوم بواجبه كوال تابع لحكومة الشّام. وقد ذكر في خطابه :

    أمّا بعد ، فاتّقوا الله عبادَ الله ولا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة ؛ فإنّ فيها تَهلِكُ الرجال ، وتُسفَكُ الدماء ، وتُغْصَبُ الأموال. إنّي لا اُقاتل مَنْ لا يُقاتلني ، ولا آتي على مَنْ لم يأت عليَّ ، ولا اُنبّه نائمكم ، ولا أتحرّش بكم ، ولا آخُذُ بالقرف ولا الظِنَّة ولا التهمة ، ولكنّكم إنْ أبديتم صفحتكم لي ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم ، فوالله الذي لا إله غَيرُه َلأضربنّكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لم يكن لي منكم ناصر ، أما إنّي أرجو أن يكون مَنْ يعرف الحقّ منكم أكثرَ مِمَّنْ يرديهِ الباطل (٢).

    __________________

    (١) اللهوف / ٣٨ ، وأعيان الشّيعة ١ / ٥٩٠ ، وبحار الأنوار ٤٤ / ٣٣٩.

    (٢) الكامل في التأريخ ٣ / ٢٦٧.