ثانياً ـ ما المراد بالحرم الحسيني؟
قال المحقق الفقيه السيد الخوئي (قده) : «وحيث أنّ لفظ الحرم ليس له وضع شرعي ولا تشرعي ، بل هو مأخوذ من الحريم بمعنى الإحترام ، فالمراد به في المقام يتردد بين أمور :
أحدها ـ أن يراد به كربلاء بتمامها ، كما كان كذلك في حرم الله ، وحرم رسوله ، وحرم أمير المؤمنين عليه السلام ، على ما عرفت ، فإنّ قدسية الحسين العظيمة ، وشرافته تقتضي ذلك كما لا يخفى (١٩٢).
ثانيهما ـ أن يكون أخص من ذلك ، وهو الصحن الشريف. وما يحتوي عليه ، كما ذهب إليه جماعة ، منهم العلامة المجلسي (قده) ، باعتبار أن من يرد الصحن الشريف حتى من أهالي كربلاء ؛ يرى أن لهذا المكان المقدس إحتراماً خاصاً لا يشاركه خارج الصحن ، ولأجله لا يرتكب بعض الأفعال التي لا تناسب المقام ، من ضحك كثير أو لعب ونحو ذلك.
ثالثهما ـ أن يكون أضيق من ذلك أيضاً ، بأن يراد به الرواق وما حواه من الحرم الشريف ، فإنّ الإحترام هناك آكد ، ومناط للتجليل أزيد ؛ ولذا لا يرتكب فيه ما قد يرتكب في الصحن الشريف.
رابعهما ـ أن يراد به الأضيق من الكل ؛ وهو ما دار عليه سور الحرم ، والمُعَبّر عنه باسم الحرم في عصرنا الحاضر ، فإنّ هذا المكان الشريف هو الفرد
__________________
(١٩٢) ـ ذكر الشهيد الأول (قده) في ذكرى الشيعة ، ج ٤ / ٢٩١ ـ ٢٩٢ ما يلي :
«والشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد ـ في كتاب السفر له ـ حكم بالتخيير في البلدان الأربعة حتى في الحائر المقدس ، لورود الحديث بحرم الحسين (ع) ، وقُدِّر بخمسة فراسخ ، وبأربعة فراسخ. قال : والكل حرم وإن تفاوتت في الفضيلة».