١٤ ـ عم (١) قب (٢) شا : روى محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن الفضل قال : اختلفت الرواية بين أصحابنا في مسح الرجلين في الوضوء هو من الاصابع إلى الكعبين؟ أم هو من الكعبين إلى الاصابع؟ فكتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن موسى عليهالسلام إن أصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين فان رأيت أن تكتب إلي بخطك مايكون عملي عليه فعلت إن شاء الله فكتب إليه أبوالحسن عليهالسلام : فهمت ماذكرت من الاختلاف في الوضوء ، والذي آمرك به في ذلك أن تتمضمض ثلاثا وتستنشق ثلاثا ، وتغسل وجهك ثلاثا وتخلل شعر لحيتك وتمسح رأسك كله وتمسح ظاهر اذنيك وباطنهما وتغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثا ولا تخالف ذلك إلى غيره.
فلما وصل الكتاب إلى علي بن يقطين تعجب بما رسم فيه ، مما أجمع العصابة على خلافه ، ثم قال : مولاي أعلم بما قال وأنا ممتثل أمره ، وكان يعمل في وضوئه على هذا الحد ، ويخالف ماعليه جميع الشيعة ، امتثالا لامر أبي الحسن عليهالسلام ، و سعى بعلي بن يقطين إلى الرشيد ، وقيل : إنه رافضي مخالف لك.
فقال الرشيد لبعض خاصته : قد كثر عندي القول في علي بن يقطين والقرف له (٣) بخلافنا وميله إلى الرفض ولست أرى في خدمته لي تقصيرا ، وقد امتحنته مرارا فما ظهرت منه على مايقرف به واحب أن أستبرئ أمره من حيث لايشعر بذلك ، فيتحر زمني.
فقيل له : إن الرافضة يا أمير المؤمنين تخالف الجماعة في الوضوء فتخففه ولا ترى غسل الرجلين فامتحنه يا أمير المؤمنين من حيث لايعلم ، بالوقوف على وضوئه ، فقال : أجل إن هذا الوجه يظهر به أمره ، ثم تركه مدة وناطه بشئ من الشغل في الدار ، حتى دخل وقت الصلاة ، وكان علي بن يقطين يخلو في حجرة في الدار لوضوئه وصلاته ، فلما دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء حائط
____________________
(١) اعلام الورى ص ٢٩٣ بتفاوت.
(٢) المناقب ج ٣ ص ٤٠٧ بتفاوت.
(٣) القرف : بفتحتين التهمة فيقال هو يقرف بكذا أى به يرمى ويتهم فهو مقروف.