٢٣ ـ ختص : حماد بن عيسى الجهني البصري ، كان أصله كوفيا ومسكنه البصرة ، وعاش نيفا وتسعين سنة ، روى عن أبي عبدالله عليهالسلام ومات بوادي قبا بالمدينة ، وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة ، ومات سنة تسع ومائتين ، حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن اليقطيني ، عن حماد ابن عيسى قال : دخلت على أبي الحسن الاول عليهالسلام فقلت له : جعلت فداك ادع الله لي أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وخادما والحج في كل سنة فقال : اللهم صل على محمد وآل محمد وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة.
قال حماد : فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة قال حماد : وحججت ثمان وأربعين حجة وهذه داري قد رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذه خادمتي قد رزقت كل ذلك ، فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ، ثم خرج بعد الخمسين حاجا فزامل أبا العباس النوفلي القصير ، فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل في الوادي فحمله فغرقه الماء رحمهالله وأباه قبل أن يحج زيادة على خمسين ، عاش إلى وقت الرضا عليهالسلام وتوفي سنة تسع ومائتين ، وكان من جهينة (١).
٢٤ ـ عمدة الطالب : يحيى صاحب الديلم ابن عبدالله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام قد هرب إلى بلاد الديلم وظهر هناك واجتمع عليه الناس وبايعه أهل تلك الاعمال وعظم أمره وخاف الرشيد لذلك وأهمه و انزعجه منه غاية الانزعاج ، فكتب إلى الفضل بن يحيى البرمكي : أن يحيى بن عبدالله قذاة في عيني فأعطه ماشآء واكفني أمره ، فسار إليه الفضل في جيش كثيف وأرسل إليه بالرفق والتحذير والترغيب والترهيب فرغب يحيى في الامان فكتب له الفضل أمانا مؤكدا وأخذ يحيى وجآء به إلى الرشيد ، ويقال : إنه صار إلى الديلم مستجيرا فباعه صاحب الديلم من الفضل بن يحيى بمائة ألف درهم ، ومضى
____________________
(١) المصدر السابق ص ٢٠٥.