فيها ، أو قياس تعرف العقول عدله ، وسع خاص الامة وعامها الشك فيه ، والانكار له ، كذلك ، هذا الامران من أمر التوحيد فما دونه ، إلى أرض الخدش فما دونه فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته ، وما غمض عنك ضوؤه نفيته ، ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ، ونعم الوكيل.
فأخبرت الموكل بي أني قد فرغت من حاجته ، فأخبره فخرج ، وعرضت عليه فقال : أحسنت هو كلام موجز جامع ، فارفع حوائج ياموسى فقلت : يا أمير المؤمنين أول حاجتي إليك أن تأذن لي في الانصراف إلى أهلي ، فاني تركتهم باكين آيسين من أن يروني أبدا فقال : مأذون لك ، ازدد؟ فقلت : يبقي الله أمير المؤمنين لنا معاشر بني عمه فقال : ازدد؟ فقلت : علي عيال كثير ، وأعيننا بعد الله ممدودة إلى فضل أمير المؤمنين وعادته ، فأمر لي بمائة ألف درهم ، وكسوة ، وحملني وردني إلى أهلي مكرما (١).
بيان : قد أثبتنا شرح أجزاء الخبر في المحال المناسبة لها ، وقد مر بتغيير في كتاب الاحتجاج (٢) ورواه في كتاب الاستدراك أيضا عن هارون بن موسى التلعكبري باسناده إلى علي بن أبي حمزة عنه عليهالسلام باختصار وأدنى تغيير ، وأما عدم ذكر الجواب عن الفساد من قبل النساء للعهد الذي جرى بينه عليهالسلام وبين الرشيد وسيأتي مايظهر منه الجواب في كتاب الخمس إنشاء الله تعالى في الاستدراك أنه أجاب عليهالسلام أنه من جهة الخمس.
٢ ـ ن : أبوأحمد هاني بن محمد بن محمود العبدي رضياللهعنه عن أبيه باسناده رفعه إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام قال : لما ادخلت على الرشيد سلمت عليه فرد علي السلام ثم قال : يا موسى بن جعفر خليفتين يجبى إليهما الخراج؟! فقلت : يا أمير المؤمنين اعيذك بالله أن تبوء باثمي وإثمك ، وتقبل الباطل من أعدائنا علينا ، فقد
____________________
(١) الاختصاص ص ٥٤ وقد روى الحديث الحسن بن شعبة في كتابه تحف العقول ص ٤٢٦ بتفاوت.
(٢) الاحتجاج ص ٢١١ بتفاوت.