وتختلف حكمة الخلق والتشريع بالوضوح والخفاء باختلاف نوع المخلوقات والتشريعات فهناك مخلوقات واضحة الحكمة وجلية الفائدة مثل خلق الشمس والقمر والماء والهواء والأرض والسماء ونحو هذا من المخلوقات الكونية التي يتوقف عليها نظام الحياة والأحياء وهناك مخلوقات خفية الحكمة وغير واضحة الغاية مثل الحيات والعقارب والذباب والنمل وكل الحشرات التي يحصل منها الضرر الواضح ولا يظهر للكثير من الناس نفع ظاهر من وجودها .
ومثلها الحوادث الكونية كالزلازل والبراكين والطوفان ونحوها من الحوادث الطبيعية معلومة الضرر ومجهولة النفع .
وفي مقابل هذه المخلوقات والحوادث الطبيعية التشريعات الدينية فهي كالأولى من حيث صدورها من الإله الحكيم ومن حيث ظهور الحكمة وخفائها فمن التشريعات واضحة الحكمة والمصلحة وجوب طلب العلم عيناً أو كفاية بالنسبة إلى الكثير من الأحكام الشرعية التي يحصل بها الإنسان الفرد والمجتمع ـ الكثير من المنافع ويسلم من الكثير من المضار في الدنيا والآخرة .
وكذلك بالنسبة إلى العلوم الحياتية التي يتوقف عليها نظام الحياة واستقرار وضع المجتمع مثل علم الطب والهندسة والكثير من الحرف والمهن .
وأما التفقه في الدين
بالنسبة إلى الكثير من الأحكام الشرعية التي يتم بها ويتوقف عليها نظام الدين والدنيا فالحكمة فيه أوضح من أن توضح ويدخل فيه وخصوصاً في هذه الأيام تعلم فنون الحرب وكيفية استعمال الأسلحة المتطورة من أجل الدفاع عن الوطن والدين والمجتمع وكرامة