امتحان إبراهيم المجيد بذبح طفله الوحيد
وقد تمثل الامتحان الجديد الشديد بل الأشد من كل امتحان تعرض له في مسيرته الحياتية ـ بأمره من قبل الله في عالم الطيف ـ بذبح ولده إسماعيل وحيث أن رؤيا الأنبياء حق فقد اعتقد بسببها أنه مأمور بذبح ولده هذا واقعاً وأمره بذلك يتضمن أمر إسماعيل أيضاً بتقديم نفسه قربة وقرباناً لله تعالى .
وقد شارك هذا الولد المؤمن حقاً والموحد واقعاً ـ أباه في الاعتقاد بأنه مأمور بذلك أي بتقديم نفسه المطمئنة في سبيل مرضاة الله سبحانه . ولذلك أبدى الاستعداد لقبول تنفيذ أمره تعالى عندما أخبره والده الجليل بالتكليفين المذكورين المتوجه أحدهما إلى الأب مباشرة وبصراحة والآخر موجه إلى الابن ضمناً وبالتبع والإشارة ( والحر تكفيه الإشارة ) .
وقد ورد التكليفان المذكوران في قوله تعالى :
( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) (١) .
فالمفهوم من هذه الآية المباركة أن النبي إبراهيم اعتقد بسبب هذه
__________________
(١) سورة الصافات ، الآية : ١٠٢ .