وقوله تعالى : ( وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا ) (١) .
وقوله سبحانه :
( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) (٢) .
وبما ذكرنا ندرك أن حركة الإنسان الجسمية في طريق تأدية فريضة الحج لا بد أن تكون مسبوقة بحركته الفكرية ومن حالة التحلل وعدم التقيد نفسياً بالشعائر الدينية ـ إلى حالة العزم والإقدام على الالتزام النفسي المثمر للتحرك العملي بالروح والجسم معاً . وبذلك تكون حركته العبادية كاملة ومشيةً مستقيمة في طريق العبودية تساعده على إدراك الغاية المقصودة من تشريع هذه الفريضة كما تساعده على تحقيق الغاية المنشودة من تشريع سائر العبادات .
وهي تحصيل ملكة العبودية التي تضبط تصرفات المكلف وتحصرها في إطار الشرع وخط التقوى والاستقامة .
وعدم تحرك الروح الطاهرة والنفس المطمئنة مع الجسم حين ممارسة الشعائر الدينية هو الذي سبب نقصها وعدم ترتب غايتها عليها وهي التقوى كما تقدم على ضوء بعض الآيات الكريمة المنبهة لذلك .
منها قوله تعالى بالنسبة إلى فريضة الصوم :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (٣) .
وقوله تعالى بالنسبة إلى فريضة الصلاة :
__________________
(١) سورة الجن ، الآية : ١٦ .
(٢) سورة الطلاق ، الآيتان : ٢ و ٣ .
(٣) سورة البقرة ، الآية : ١٨٣ .