قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

فلسفة الحج في الإسلام

فلسفة الحج في الإسلام

52/238
*

صاحبه بالمرافقة الإلهية المطلقة والاطلاع السماوي الدقيق وإنتاج هذا الإحساس المرافقة الثانية بمعناها المتقدم وهي التي حولت هذا الإنسان المؤمن من عبد إلى حر ومن فقير مملوك إلى غني مالك . وفي ذلك عبرة لأولي الألباب .

أجل : إن دلالة هذه القصة على مدى تأثير الإيمان الثابت الواعي في إحساس صاحبه بالمرافقة الإلهية المطلقة ـ واضحة لا تحتاج إلى مزيد بيان وهذا الإحساس هو الذي أدى إلى ترك مخالفة الله سبحانه والسير في خط التقوى المؤدي إلى النتيجة الايجابية الرائعة والجائزة التكريمية المعجلة مضافاً إلى ما سيناله هذا المؤمن المتقي من النعيم الخالد والسعادة الدائمة في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . وفي ذلك عبرة للمعتبرين .

القصة الثانية : وهي شبيهة بالأولى وقد ذكرها المرحوم المقدس السيد محسن الأمين في الجزء الأول من المجالس السنية صفحة ٢٦ وفيما يلي حاصلها :

مما جاء في كرم الإمام الحسين عليه‌السلام ، عن الحسن البصري أن الحسين عليه‌السلام ذهب ذات يوم مع جماعة من أصحابه إلى بستان وكان في ذلك البستان غلام للحسين اسمه صافي فلما قرب من البستان رأى الغلام قاعداً يأكل الخبز فجلس الحسين عليه‌السلام عند بعض النخل بحيث لا يراه الغلام فنظر إليه الحسين عليه‌السلام وهو يرفع الرغيف فيرمي نصفه إلى الكلب ويأكل نصفه فتعجب من فعل الغلام فلما فرغ من الأكل قال : الحمد لله رب العالمين اللهم اغفر لي واغفر لسيدي كما باركت لأبويه برحمتك يا أرحم الراحمين ، فقام الحسين عليه‌السلام وقال : يا صافي فقام الغلام فزعاً وقال يا سيدي وسيد المؤمنين إلى يوم القيامة إني ما رأيتك

left