ومحل إقامته ـ بذل المعرفُ المسؤول مع من يتعاون معه على البر والتقوى ـ أقصى الجهد في سبيل الوصول إليه وإنقاذه من خطر ضياعه ، وإذا كان الطارىء هو المرض سعى جهده في سبيل علاجه ولم يقصر في حقه وإذا فقد ما هو مضطر له من المال ونحوه ، سعى في سبيل الظفر بما فقده أو التعويض عنه بكل وسيلة ممكنة ولو بالاستعانة بمن يثق بإيمانه واهتمامه ورغبته في قضاء حاجة إخوانه المؤمنين والتفريج عنهم وهكذا .
ومما تقدم بيانه حول أهمية اختيار الرفيق الصالح والمعرّف الناجح ـ نعرف وجه الرجحان والأهمية فيما جرت عليه العادة المباركة مؤخراً ـ من مرافقة عالم ديني فاضل للحملة المنطلقة في طريق تأدية فريضة الحج لأنه يتكامل مع المعرف الرسمي ويتعاونان على إفادة الحجاج ومساعدتهم على إدراك غايتهم المنشودة من رحلتهم المباركة وهي تأدية فريضة الحج على الوجه الصحيح مضافاً إلى ما يقوم به العالم الديني من إرشادات دينية وتوجيهات تربوية تفيدهم في قضاياهم الشرعية والاجتماعية وسائر الشؤون والأوضاع الحياتية مع قيامه بدور إمامة الجماعة التي يترتب عليها الثواب العظيم والأجر الجسيم على ضوء بعض الروايات الدالة على ذلك منها الرواية القائلة :
إذا زاد عدد المأمومين على العشرة فلا يحصي ثوابها الا الله سبحانه (١) .
هذا كله بالنسبة إلى الرفيق العادي الذي يحتاج إليه البعض من المسافرين من بلد إلى آخر ليعينه على إدراك غايته التي سافر من أجلها سواء كانت دينية أو دنيوية .
__________________
(١) هذا الرواية منقولة بالمعنى والمضمون من حديث طويل ذكره مع روايات عديدة في كتاب ( الحديقة الناشرية صفحة ٢٣٧) مطبعة الغري في النجف الأشرف .