الزوج قد يسبب انحراف زوجته معه وخصوصاً إذا مارس الضغط عليها كما صنع فرعون مع زوجته .
ويأتي صبر هذه المرأة المؤمنة البطلة على التعذيب وتحملها المزيد من الألم الجسمي والنفسي في سبيل ثباتها على مبدئها ، ليدفع تلك الشبهة ويبين أن المؤمن البطل المعتصم بحبل الله والمتوكل عليه والمستعين به لا تستطيع أيةُ قوة مادية أن تؤثر على عقيدته وتغير من مسيرته الرسالية إذا أراد أن يثبت عليها ويستمسك بعروتها الوثقى .
وأراد سبحانه أن يدفع شبهة أخرى بالمثل الآخر الذي ضربه للذين كفروا بالمرأتين المذكورتين وهي أن المرأة ربما تتأثر بصلاح زوجها إلى درجة تصبح معها الاستقامة في خطه شبيهاً بالأمر الواقع المفروض على سلوكها ومسيرتها الرسالية .
وإذا اتفق حصول انحراف من زوج النبي أو أي مؤمن آخر أو من ولده أو أي قريب منه وصديق له ـ عن خطه كان قربه من ذلك المؤمن المستقيم عقيدة وسلوكاً ـ وسيلة لنجاته من عذاب يوم القيامة .
وقد دفع الله هذه الشبهة بالمثل الآخر بقوله تعالى :
( فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (١) .
وكذلك دفع الله سبحانه شبهة واحتمال انتفاع الولد بصلاح والده وخصوصاً إذا كان نبياً مرسلاً ـ عن طريق التوسل والشفاعة إذا كان هذا الولد منحرفاً عن خط الاستقامة .
__________________
(١) سورة التحريم ، الآية : ١٠ .