تلك البهارجُ قد مضت لسبـيلها |
|
وبقيتَ وحدك عِبرةً تتردد |
هذا ضـريحك لو بصُرتَ ببؤسه |
|
لأسال مدمعَك المصيرُ الأسودُ |
كتَلٌ من الترب المهين بخِرْبةٍ |
|
سكر الذبابُ بها فراح يُعربد |
خفيت معالمها على زوارها |
|
فكأنها في مجهل لا يُقصد |
ومشى بها ركبُ البلى فجدارها |
|
عار يكاد من الضراعة يسجد |
والـقُبة الشماء نكس طرفها |
|
فبكل جزء للفناء بها يد |
تهمي السحائبُ من خلال شقوقها |
|
والريح من جنابتها تتردد |
حتى المصـلى مظلمٌ فكأنه |
|
مذ كان لم يجتز به متعبد |
* * *
أأبا يزيدَ لتلك حكمةُ خالقٍ |
|
تُجلى على قلب الحكيم فيُرشَدُ |
أرأيتَ عاقبة الجموح ونزوه |
|
أودى بلبك غيها المترصد |
أغرتك بالدنيا فرُحت تشنها |
|
حرباً على الحق الصراح وتُوقد |
تعدو بها ظلماً على من حبه |
|
دين وبغضته الشقاء السرمد |
علَمُ الهدى وإمام كل مطهَّر |
|
ومثابةُ العلم الذي لا يُجحد |
ورثت شمائله بَراءةَ أحمدٍ |
|
فيكاد من بُرديه يشرق أحمد |
وغلوتَ حتى قد جعلت زمامها |
|
إرثاً لكل مُذمَّمٍ لا يُحمد |
هتك المحـارمَ واستباح خدورها |
|
ومضى بغير هواه لا يتقيد |
فأعادهـا بعد الهدى ـ عصبيةً |
|
جهلاءَ تلتهم النفوس وتُفسد |
فكأنما الإسلام سلعةُ تاجر |
|
وكأن أمته لأَلكَ أعْبُدُ |
* * *
أأبا يزيد وساءَ ذلك عِترةً |
|
ماذا أقول وبابُ سمعك مُوصد |
قم وارمق النجف الشريف بنظرةٍ |
|
يرتدَّ طرفُك وهو باكٍ أرمد |