أين الوجوهُ التي كانت منعمةً |
|
من دونها تُضربُ الأستارُ والكُلَلُ |
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم |
|
تلك الوجوهُ عليها الدود ينتقل |
وطالما أكلوا دهراً وما شربـوا |
|
فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا |
وطالما كنزوا الأموال وادخروا |
|
فخلفوها على الأعداء وارتحلوا |
وطالما عمروا دُوراً لتحصنهـم |
|
ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا |
أضـحت منازلهم قفراً معطلـة |
|
وساكنوها إلى الأجداث قد رَحلوا |
ذكر المؤرخون أن المتوكل بكى عندما سمع هذه الأبيات من الإمام عليهالسلام وأمر برده الى منزله لساعته .
وانطلاقاً من جو العبرة والاعتبار بحياة العظماء الذين باعوا كل كيانهم لله سبحانه وتلك الشخصيات التي مشت في خط معاكس لنهج الحق والعدالة فجرفهم تيار الواقع وأغرقهم في بحر الفناء معنوياً ومادياً كما أغرق فرعون من قبل وأنجاه ببدنه ليكون عبرة للمعتبرين .
أجل : انسجاماً مع هذا الجو التاريخي الذي تصارعت فيه المبادىء وكان الانتصار في النهاية لمبادىء الحق والعدالة على مبادىء الباطل والضلالة ـ آثرت ذكر بعضٍ من قصيدة الشاعر السوري المبدع المنصف الأستاذ محمد مجذوب التي قارن فيها بين مصير الإمام علي عليهالسلام رمز الحق والعدالة ونهاية خصمه المبدئي معاوية بن أبي سفيان وذلك من أجل أن نقتدي بتلك الشخصية الإسلامية الفذة التي كانت مع الحق وكان الحق معها بشهادة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم في حقه . ونستفيد عبرة وعظةً من سيرة الذين حاربوا الحق ومن سار على نهجه فانتصر عليهم وبقي صامداً في وجه التحديات لا تزيده إلا صلابة وثباتاً وتألقاً وخلوداً .
ومن أجل تحصيل المزيد
من الفائدة ونيل العديد من أنواع العبرة