المقصودة
من تشريع العبادات ـ وهي تحصيل ملكة التقوى التي تُغرس أولاً بيد الفطرة السليمة في حقل النفس الواعية ثم تنمو وتسمو في آفاق الفضيلة والكمال ببركة ممارسة هذه العبادات بوعي وتدبر حتى تصبح تلك الملكة ـ شجرةً طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها وهو الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة التي تثمر للإنسان فرداً ومجتمعاً السعادة الكاملة في الدنيا والآخرة وحيث أن فريضة الحج تنطوي بطبيعتها على سائر العبادات كما تدم كان لها أهميتها في ميزان التشريع الديني عبر التاريخ . ويُستوحي ذلك بجلاء
من التصريح بأهميتها وعظيم فائدتها في العديد من الآيات الحكيمة والروايات المباركة . من الآيات قوله تعالى
: (
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن
كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) (١) . ومن الروايات ما نقل
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في وصيته لعلي عليهالسلام وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي كفر بالله
العظيم عشرة وعد منهم من وجد سعة فمات ولم يحج . يا علي تارك الحج وهو
مستطيع كافر يقول الله تعالى : (
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن
كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) . __________________ (١)
سورة آل عمران ، الآية : ٩٧ .