وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) (١) .
أن الغاية المقصودة من تشريع الصلاة هي التوصل بها إلى الصلاة العامة والصلة التامة والاتصال الدائم بذاته تعالى فكرياً ونفسياً وعملياً لتصبح كل حركة في خط مرضاته تعالى صلاة يتقرب بها إلى الله زلفى وتصبح الأرض بذلك على سعتها وامتدادها مسجداً عاماً يعبد المكلف فيه الله سبحانه بصلاة التقوى والعمل الصالح كما تصبح كل جهة يتوجه إليها بقلبه السليم ونيته الخالصة المخلصة قبلةً يتوجه إليها بهذه الصلاة العامة .
وهكذا أوجب الله الخمس والزكاة بمقدار محدد ضمن شروط معينة من أجل أن يستفيد المكلف بدفعه ـ درساً تربوياً في الكرم والسخاء ليتحول من البذل المحدود زماناً ومقداراً وحكماً وهو الوجوب إلى كل زمان يتمكن فيه من القيام بالبذل استحباباً أو وجوباً بالعنوان الثانوي ولو بالقدر المتواضع من العطاء انطلاقاً من الحكمة القائلة : القليل خير من الحرمان وذلك لأن الله كريم يحب الكرم والخلق عياله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله .
ويؤكد ما ذكرته من أن الغرض المقصود من تشريع فريضة الطواف الخاص المعهود هو التوصل إلى صفة وملكة الاستمرار على التحرك والطواف العام حول مركز إرادة الله تعالى ومطاف شريعته كما كان يطوف حول كعبته بانضباط وتقيد بقيود الطواف وشروط صحته .
أجل : يؤكد ذلك ما رواه في جامع السعادات عن الإمام الصادق عليهالسلام من قوله : لقضاء حاجة امرىء مؤمن أحب إلى الله من عشرين حجة كل حجة ينفق فيها صاحبها مائة ألف .
__________________
(١) سورة العنكبوت ، الآية : ٤٥ .