جعفر عليهالسلام في السنة التي حج فيها في أول خلافة المعتصم فقلت له ، وأنا معه على المائدة ، وهناك جماعة من أولياء السلطان : إن والينا جعلت فداك رجل يتولاكم أهل البيت ويحبكم وعلي في ديوانه خراج ، فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إليه بالاحسان إلي فقال : لا أعرفه فقلت : جعلت فداك إنه على ما قلت من محبتكم أهل البيت ، وكتابك ينفعني عنده ، فأخذ القرطاس فكتب بسم الله الرحمن الرحيم : أما بعد فان موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا ، وأن مالك من عملك ما أحنست فيه ، فأحسن إلى إخوانك ، واعلم أن الله عزوجل سائلك عن مثاقيل الذر والخردل قال : فلما وردت سجستان سبق الخبر إلى الحسين بن عبدالله النيشابوري وهو الوالي ، فاستقبلني على فرسخين من المدينة فدفعت إليه الكتاب فقبله ، ووضعه على عينيه وقال لي : حاجتك؟ فقلت : خراج علي في ديوانك قال : فأمر بطرحه عني ، وقال : لاتؤد خراجا ما دام لي عمل ، ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم ، فأمر لي ولهم بما يقوتنا وفضلا ، فما أديت في عمله خراجا مادام حيا ولا قطع عني صلته حتى مات (١).
٣٠ ـ ختص : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أبي جميلة ، عن جابر الجعفي قال : حدثني أبوجعفر عليهالسلام سبعين ألف حديث ، لم أحدث بها أحدا أبدا قال جابر : فقلت لابي جعفر عليهالسلام : جعلت فداك إنك حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا احدث به أحدا ، و ربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبيه الجنون ، قال : يا جابر فاذا كان ذلك فاخرج إلى الجبان فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها ثم قل : حدثني محمد بن علي بكذا وكذا (٢).
____________________
(١) الكافى ج ٥ ص ١١١ ومن الغريب جدا ذكر هذا الحديث في هذا الجزء المختص بأخبار أبى جعفر الباقر عليهالسلام مع أن الخبر مما يتعلق بأخبار أبى جعفر الجواد عليهالسلام وهو الذى عاصر المعتصم لعنه الله فلاحظ.
(٢) الاختصاص ص ٦٦ وأخرجه الكشى في رجاله ص ١٢٨.