٢٢ ـ قب : رأى علي بن الحسين عليهماالسلام الحسن البصري عند الحجر الاسود يقص فقال : يا هناه أترى نفسك للموت؟ قال : لا ، قال : فعملك للحساب؟ قال : لا ، قال : فثم دار العمل؟ قال : لا ، قال : فلله في الارض معاذ غير هذا البيت؟ قال : لا ، قال : فلم تشغل الناس عن الطواف!؟ ثم مضى قال الحسن : ما دخل مسامعي مثل هذه الكلمات من أحد قط أتعرفون هذا الرجل؟ قالوا : هذا زين العابدين فقال الحسن : ذرية بعضها من بعض (١).
وكان الزهري عاملا لبني امية فعاقب رجلا فمات الرجل في العقوبة ، فخرج هائما وتوحش ودخل إلى غار ، فطال مقامه تسع سنين ، قال : وحج علي بن الحسين عليهالسلام فأتاه الزهري فقال له علي بن الحسين عليهالسلام : إني أخاف عليك من قنوطك ما لا أخاف عليك من ذنبك ، فابعث بدية مسلمة إلى أهله ، واخرج إلى أهلك ومعالم دينك ، فقال له : فرجت عني يا سيدي! الله أعلم حيث يجعل رسالاته ورجع إلى بيته ، ولزم علي بن الحسين ، وكان يعد من أصحابه ، ولذلك قال له بعض بني مروان : يا زهري ما فعل نبيك؟ يعني علي بن الحسين عليهالسلام (٢).
العقد (٣) كتب ملك الروم إلى عبدالملك : أكلت لحم الجمل الذي هرب عليه أبوك من المدينة ، لاغزونك بجنود مائة ومائة ألف ومائة الف ، فكتب عبدالملك إلى الحجاج أن يبعث إلى زين العابدين عليهالسلام ويتوعده ويكتب إليه ما يقول ففعل فقال علي بن الحسين عليهالسلام : إن لله لوحا محفوظا يلحظه في كل يوم ثلاثمائة لحظة ، ليس منها لحظة إلا يحيي فيها ويميت ، ويعز ويذل ، ويفعل ما يشاء ، وإني لارجو أن يكفيك منها لحظة واحدة ، فكتب بها الحجاج إلى عبدالملك ، فكتب
____________________
(١) المناقب ج ٣ ص ٢٩٧.
(٢) المصدر السابق ج ٣ ص ٢٩٨.
(٣) العقد الفريد ج ٢ ص ٢٠٣ وأخرجه عنه ابن شهر آشوب في المناقب ج ٣ ص ٢٩٩.