١٠ـ ج : أما بعد فقد بلغني كتابك أنه قد بلغك عني امور أن بي عنها غنى وزعمت أني راغب فيها ، وأنا بغيرها عنك جدير ، وساق الحديث نحوا مما مر إلى قوله : وما أرى فيه للعيب موضعا إلا أني قد أردت أن أكتب إليه وأتوعده وأتهدده واسفهه واجهله ، ثم رأيت أن لا أفعل.
قال : فما كتب إليه بشئ يسوؤه ولا قطع عنه شيئا كان يصله به كان يبعث إليه في كل سنة ألف ألف درهم ، سوى عروض وهدايا من كل ضرب.
بيان : قوله « فقد أظنك تركتها » أي الظن بك أن تتركها رغبة في ثواب الله أو في بقاء المودة ، أو أظنك تركتها لرغبتي عن فعلك ذلك ، وعدم رضائي بذلك شفقة عليك ، ويمكن أن يكون تركبها بالباء الموحدة أي أظنك ركبت هذه الامور للرغبة في الدنيا وملكها ورئاستها ، ويؤيد الاخير ما في نسخة الاحتجاج في جواب ذلك ، ويؤيد الوسط ما في رواية الكشي « أنت لي عنها راغب ».
وشق العصا : كناية عن تفريق الجمع ، قوله عليهالسلام : وما أظن الله راضيا بترك ذلك ، أي بعد حصول شرائطه ، والاحنة بالكسر الحقد والعداوة.
قوله عليهالسلام الرحلتين أي رحلة الشتاء والصيف وفي الاحتجاج ولولا ذلك لكان أفضل شرفك وشرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا من الله عليكم فوضعهما عنكم ، وفيه بعد قوله « وإن أكدك تكدني » وهل رأيك إلا كيد الصالحين منذ خلقت ، فكدني ما بدالك إن شئت فاني أرجو أن لا يضرني كيدك ، وأن لا يكون على أحد أضر منه على نفسك ، على أنك تكيد فتوقظ عدوك ، وتوبق نفسك كفعلك بهؤلاء الذين قتلتهم ومثلت بهم بعد الصلح والعهد والميثاق. وفيه « غلام من الغلمان يشرب الشراب ويلعب بالكعاب ».
قوله لعنه الله « لقد كان في نفسه صب » في أكثر النسخ بالصاد المهملة ولعله بالضم ، قال الجزري : (١) وفيه لتعودن فيها أساود صبا؟ الاساود الحيات
____________________
(١) في جميع النسخ حتى نسخة الاصل للمصنف بخط يده الشريفة : قال الفيروز آبادى وهو من طغيان القلم ، والصحيح ما في الصلب راجع النهاية مادة ص ب ب.