ولا هش المشاشة ، ولا مرئ المأكلة ، وإني من قريش كواسطة القلادة يعرف حسبي والا ادعى لغير أبي ، وأنت من تعلم ويعلم الناس ، تحاكمت فيك رجال قريش فغلب عليك جزارها : ألامهم حسبا ، وأعظمهم لوما (١) فاياك عني فانك رجس ونحن أهل بيت الطهارة أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا فأفحم عمرو ، وانصرف كئيبا.
١٠ ـ قب : تفاخرت قريش والحسن بن علي عليهماالسلام حاضر لا ينطق فقال معاوية : يا أبا محمد ما لك لا تنطق؟ فو الله ما أنت بمشوب الحسب ، ولا بكليل اللسان قال الحسن عليهالسلام : ما ذكروا فضيلة إلا ولي محضها ولبابها ثم قال :
فيهم الكلام؟ وقد سبقت مبرزا |
|
سبق الجواد من المدى المتنفس (٢) |
بيان : « المتنفس » البعيد من قولهم أنت في نفس من أمرك أي سعة.
١١ ـ قب : أخبار أبي حاتم إن معاوية فخر يوما فقال : أنا ابن بطحا ( و ) مكة أنا ابن أغزرها جودا ، وأكرمها جدودا ، أنا ابن من ساد قريشا فضلا ناشئا وكهلا فقال الحسن بن علي عليهماالسلام : أعلي تفتخر يا معاوية؟ أنا ابن عروق الثرى ، أنا ابن مأوى التقى ، أنا ابن من جاء بالهدى ، أنا ابن من ساد أهل الدنيا ، بالفضل السابق ، والحسب الفائق ، أنا ابن من طاعته طاعة الله ، ومعصيته معصية الله ، فهل لك أب كأبي تباهيني ، به ، وقديم كقديمي تساميني به ، قل نعم أو لا ، قال معاوية : بل اقول : لا ، وهي لك تصديق ، فقال الحسن :
____________________
(١) ذكر الكلبى في المثالب على ما نقله في التذكرة ص ١١٧ قال : كانت النابغة ام عمرو ابن العاص من البغايا أصحاب الرايات بمكة فوقع عليها : العاص بن وائل في عدة من قريش منهم أبولهب وامية بن خلف وهشام بن المغيرة وأبوسفيان بن حرب في طهر واحد ، فلما حملت النابغة بعمرو تكلموا فيه فلما وضعته اختصم فيه الخمسة الذين ذكرناهم كل واحد يزعم انه ولده وألب عليه العاص بن وائل وأبوسفيان بن حرب فحكما النابغة فاختارت العاص. ونقله الزمخشرى في ربيع الابرار وزاد : قالوا : كان أشبه بأبى سفيان.
(٢) راجع مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٢١.