الرسول صلىاللهعليهوآله بأعلى صوته لا نسقياه لا نسقياه ، فقلت : يا رسول الله أنا رجل من امتك ما بدلت ولا غيرت ، قال : بلى لك جار يلعن عليا ويستنقصه لم تنهه ، فقلت : يا رسول الله هو رجل يغتر بالدنيا وأنا رجل فقير لا طاقة لي به ، قال فأخرج الرسول صلىاللهعليهوآله سكينا مسلولة وقال : اذهب فاذبحه بها ، فأتيت باب الرجل فوجدته مفتوحا ، فصعدت الدرجة (١) فوجدته ملقى على سريره ، فذبحته وأتيت بالسكين ملطخة بالدم فأعطيتها رسول الله صلىاللهعليهوآله فأخذها وقال : اسقياه ، فتناولت الكأس فلا أدري أشربتها أم لا ، و انتبهت فزعا مرعوبا ، ففزعت (٢) إلى الوضوء وصليت ما شاء الله ، ووضعت رأسي و نمت وسمعت (٣) الصياح في جواري ، فسألت عن الحال فقيل : إن فلانا وجد على سريره مذبوحا ، فما مكثت حتى أتى الامير والحرس فأخذوا الجيران ، فقلت : أنا ذبحت الرجل ولا يسعني أن أكتم فمضيت إلى الامير فقلت : أنا ذبحت الرجل فقال : لست متهما على مثل هذا ، فقصصت الرؤيا عليه وقلت : أيها الامير إن صححها الله فما ذنبي و ( ما ) ذنب هؤلاء؟ فقال الامير. أحسن الله جزاك أنت برئ والقوم برآء ، قال الشيخ علي بن محمد السمان فلم أسمع بالعراق أحسن من هذا الحديث.
ما : ذكر الفضل بن شاذان في كتابه الذي نقض به على ابن اكرام قال : روى عثمان بن عفان عن محمد بن عباد البصري وذكر نحوه (٤).
٥ ـ أقول : ذكرالعلامة الحلي قدس الله روحه في إجازته الكبيرة عن تاج
____________________
(١) الدرجة ـ بالفتحات ـ : السلم والمرقاة.
(٢) بتقديم المعجمة على المهملة أى لجأت إلى الوضوء. ويمكن أن يكون بالعكس أى قصدت.
(٣) في ( خ ) و ( م ) : فسمعت.
(٤) لم نجده في الامالى المطبوع. ولا يخفى ان النسخ المطبوعة منه ناقصة. وتوجد نسخة مخطوطة كاملة في مكتبة شيخ الاسلام الزنجانى طاب ثراه كما أشار إليه في الذريعة ٢ : ٣١٣ و ٣١٤.
(*) أقول : وقد سمعت بعض الفضلاء أنه سافر وراى تلك النسخة وسبرها فلم يجد فيها شيئا زائدا على ماهو المطبوع وعلى اى حال قد نقل تلك القصة في ناسخ التواريخ عن الخرائج والجرائح راجع الجزء الخامس من المجلد الثالث في أحوال مولانا على بن ابيطالب عليهالسلام من الطبعة الحديثة ص ٤٥ ( ب )