١٢ ـ قب : الاصفهاني (١) عن الباقر وأميرالمؤمنين عليهماالسلام في قوله تعالى : « ليس البر بأن تأتوا البيوت (٢) » الآية ، وقوله تعالى : « وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية (٢) » : نحن البيوت التي أمر الله أن تؤتى من أبوابها ، نحن باب الله وبيوته التي يؤتى منه ، فمن تابعنا وأقر بولايتنا فقد أتى البيوت من أبوابها ، ومن خالفنا وفضل علينا غيرنا فقد أتى البيوت من ظهورها.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله بالاجماع : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه أحمد من ثمانية طرق ، وإبراهيم الثقفي من سبعة طرق ، وابن بطة من ستة طرق ، والقاضي الجعافي من خمسة طرق ، وابن شاهين من أربعة طرق ، والخطيب التاريخي من ثلاثة طرق ويحيى بن معين من طريقين ، وقد رواه السمعاني والقاضي الماوردي وأبومنصور السكري وأبوالصلت الهروي وعبد الرزاق وشريك عن ابن عباس ومجاهد وجابر ، وهذا يقتضي وجوب الرجوع إلى أميرالمؤمنين عليهالسلام ، لانه كنى عنه بالمدينة وأخبر أن الوصول إلى علمه من جهة علي خاصة ، لانه جعله كباب المدينة الذي لايدخل إليها إلا منه ، ثم أوجب ذلك الامر بقوله : « فليأت الباب » وفيه دليل على عصمته ، لان من ليس بمعصوم يصح منه وقوع القبيح ، فإذا وقع كان الاقتداء به قبيحا ، فيؤدي إلى أن يكون صلىاللهعليهوآله أمر بالقبيح ، وذلك لا يجوز ، ويدل أيضا على أنه أعلم الامة؟ يؤيد ذلك ما قد علمناه من اختلافها ورجوع بعضها إلى بعض وغناؤه عليهالسلام عنها وأبان صلىاللهعليهوآله ولاية علي وإمامته وأنه لا يصح أخذ العلم والحكمة في حياته وبعد وفاته إلا من قبله والرواية عنه ، كما قال الله تعالى : « وأتوا البيوت من أبوابها » وفي الحساب « علي بن أبي طالب ، باب مدينة الحكمة » استويا في مائتين وثمانية عشر. (٤)
____________________
(١) لا يخلو عن سهو فان في المصدر بعد ما ذكر ( الاصفهانى ) أوعز اشعارا إليه ، ثم نقل أشعارا عن العونى وابن حماد والحميرى ، ثم قال : الباقر وأميرالمؤمنين عليهماالسلام.
(٢) سورة البقرة : ١٨٩.
(٣) البقرة : ٥٨.
(٤) مناقب آل ابى طالب ١ : ٢٦١ و ٢٦٢.