بالحصن من الحديد لمناعته ورزانته وحمايته للخلق ، وقد مر تفسيره.
١٦ ـ ير (١) : أحمد بن محمد وعبدالله بن عامر ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : فضل أمير المؤمنين عليهالسلام : ما جاء به النبي (ص) علي عليهالسلام أخذ به وما نهى عند انتهى عنه (٢) ، جرى له من الفضل ما جرى لمحمد صلىاللهعليهوآله ولمحمد الفضل على جميع من خلق الله ، المتعقب عليه في شئ من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله ، والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله ، كان أمير المؤمنين عليهالسلام باب الله الذي لايؤتى إلا منه وسبيله الذي من سلك بغيره هلك وكذلك جرى لائمة الهدى (٣) واحدا بعد واحد ، جعلهم الله أركان الارض أن تميد بأهلها ، والحجة البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى. وقال عليهالسلام : كان أمير المؤمنين عليهالسلام كثيرا مايقول : أنا قسيم الله بين الجنة والنار ، وأنا الفاروق الاكبر وأنا صاحب العصا والميسم ، ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا لمحمد صلىاللهعليهوآله ولقد حملت على مثل حمولته وهي حمولة الرب تبارك وتعالى وإن رسول الله يدعى فيكسى ويستنطق فينطق ، ثم أدعى فأكسى فأستنطق فأنطق على حد منطقه ، ولقد أعطيت خصالا ماسبقني إليها أحد قبلي ، علمت المنايا و البلايا والانساب وفصل الخطاب ، فلم يفتني ماسبقني ، ولم يعزب عني ما غاب عني أبشر بإذن الله (٤) وأؤدي عنه ، كل ذلك منا من الله مكنني فيه بعلمه (٥).
بيان : قوله : « ولمحمد الفضل على جميع من خلق الله » أي فلي أيضا الفضل على جميعهم بضم المقدمة السابقة ، ويحتمل أن يكون المراد تفضيله عليهالسلام على نفسه
____________________
(١) في بعض النسخ « سن » وهو وهم ولاتوجد الرواية فيه.
(٢) في الكافي : ماجاء عن أمير المؤمنين يوخذ به وما نهى عنه ينتهى عنه.
(٣) في المصدر : وكذلك جرى الائمة على الهدى.
(٤) في المصدر : انشر باذن الله.
(٥) بصائر الدرجات : ٥٤. وتوجد الرواية في اصول الكافي ( الجزء الاول من الطبعة الحديثة ) : ١٩٧.