وإن كان نائبة (١) كنا من دونه ، فقال : هذا علي أقدمكم سلما وإسلاما (٢)
٤٩ ـ يف : الثعلبي في تفسير قوله تعالى : « والسابقون السابقون اولئك المقربون (٣) » عن عبادبن عبدالله قال : سمعت عليا يقول : أنا عبدالله وأخو رسول الله ، و أنا الصديق الاكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر ، صليت قبل الناس بسبع سنين (٤).
تتميم : أقول لا يخفى على من شم رائحة الانسانية وترقى عن دركات البهيمية والعصبية أن سبق إسلامه صلوات الله عليه مع ورود تلك الاخبار المتواترة من طرق الخاصة والعامة من أوضح الواضحات ، والشاك فيه كالمنكر لاجلى البديهيات ، وأن من تمسك بأن إيمانه كان في الطفولية ولم يكن معتبرا فقد نسب الجهل إلى سيد المرسلين ، حيث كلفه ذلك ومدحه به في كل موطن ، وبه أظهر فضله على العالمين ، وإلى أشرف الوصيين (٥) حيث تمدح وافتخر واحتج به في مجامع المسلمين ، وإلى الصحابة والتابعين حيث لم ينكروا عليه ذلك مع كون أكثرهم من المنافقين والمعاندين. ثم اعلم أنا قد تركنا كثيرا من الروايات وما يمكن ذكره من التأييدات في هذا المطلب حذرا من التكرار والاسهاب (٦) والاطالة والاطناب ، فقد روى ابن بطريق في كتاب العمدة (٧). في سبق إسلامه وصلاته من مسند أحمد بن حنبل ثلاثة عشر حديثا ومن تفسير الثعلبي أربعة ومن مناقب ابن المغازلي سبعة ، وروى في المستدرك أيضا أخبارا كثيرة في ذلك ، ورواه صاحب الصراط المستقيم بأسانيد من طرقهم ، والعلامة في كشف الحق (٨) وكشف اليقين (٩) وغيرهما بأسانيد من كتبهم ، وقد تركنا إيرادها مع كثير مما أورده المفيد في الارشاد (١٠) ، والنيسابوري في
____________________
(١) في المصدر : وان كانت نائبة.
(٢) الطرائف : ٧.
(٣) سورة الواقعة : ١٠ و ١١.
(٤) لم نجده في المصدر المطبوع.
(٥) أى فقد نسب الجهل إلى أشرف الوصيين.
(٦) أسهب الكلام : أطال.
(٧) ص ٣٠ ٣٣.
(٨) ص ١٠١ و ١٠٢ و ١١٠.
(٩) ص ٨ ١٢ و ٦٣.
(١٠) ص ١٣ و ١٤.