وعن مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ترد على أمتي الحوض وأنا أذود الناس كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله ، قالوا يا نبي الله تعرفنا؟ قال : نعم لكم سيماء ليست لاحد غيركم ، تردون على غرا محجلين من آثار الوضوء وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون ، فأقول : يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيئني(١) ملك فيقول : وهل تدري ما أحدثوا بعدك(٢)؟
ومن صحيح مسلم أيضا عن عايشة قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول و هو بين ظهراني أصحابه إني على الحوض أنتظر من يرد على منكم ، فيقتطعن دوني رجال ، فلا قولن أي رب مني ومن أمتي ، فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك مازالوا يرجعون على أعقابهم(٣).
ومن الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إني على الحوض أنظر من يرد على منكم ، وسيؤخذناس دوني فأقول يا رب مني ومن أمتي ـ وفي رواية أخرى ـ فأقول أصحابى ، فيقال هل شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم(٣).
ومن صحيح مسلم عن ام سلمة رضياللهعنها عن النبى صلىاللهعليهوآله أنه قال :
____________________
الهمل بالتحريك. الابل التى ترعى بلا راع مثل النفش ، الا أن النفش لا يكون الا ليلا ، والهمل يكون ليلا ونهارا ، يقال : ابل همل وهاملة ، ونقل عن السندى في تعليقته على ـ البخارى شرحا لهذه الكلمة أنه قال : اى لا يخلص منهم من النار الا قليل. وقال القسطلانى في شرحه على البخارى : ارشاد السارى : يعنى أن الناجى منهم قليل في قلة النعم الضالة ، وهذا يشعر بأنهم صنفان : كفار وعصاة.
(١) فيجيبنى خ ل ، وهو المضبوط في المصدر.
(٢) جامع الاصول ج ١١ ص ١٢١ ، وقال : في ص ٢١٦ : الاقتطاع : أخذ طائفة من الشئ ، تقول : اقنطعت طائفة من أصحابه : اذا أخذتهم دونه.
(٣) جامع الاصول ج ١١ ص ١٢١.