فسكتوا عنه أياما فجمعه في ثوب واحد وختمه ، ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله (ص) ، فنادى علي عليهالسلام بأعلا صوته : أيها الناس إني لم أزل منذ قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله مشغولا بغسله ، ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد ، فلم ينزل الله على رسوله آية منه إلا وقد جمعتها وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله (ص) وعلمني تأويلها ثم قال علي عليهالسلام لئلا تقولوا غدا أنا كنا عن هذا غافلين (١).
ثم قال لهم علي عليهالسلام : لا تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي ، ولم أذكركم حقي ، ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته ، فقال له عمر :
____________________
ماجاء به أبوالحسن ، فلما توسطهم وضع الكتاب بينهم ثم قال : ان رسول الله قال : انى مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتى ، اهل بيتى ، وهذا الكتاب وأنا العترة ، فقام اليه الثانى فقال له : ان يكن عندك قرآن فعندنا مثله ، فلا حاجة لنا فيكما ، فحمل عليهالسلام الكتاب وعاذبه ، بعد أن ألزمهم الحجة.
وقال السيوطى في الاتقان : قال ابن حجر : « وقد ورد عن على أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقيب موت النبى ص ، أخرجه ابن ابى داود في المصاحف قال محمد بن سيرين : لو أصبت ذلك الكتاب كان فيه العلم » ثم أخرج السيوطى حديث عبد خير باللفظ الذي مر عن المناقب من كتاب الحلية والاربعين وحديث ابن سيرين باللفظ الذى مر عن المنتخب ص ١٨٦ من هذا الجزء عن كتاب المصاحف لابن ابى داود.
وروى ابن النديم في فهرسته ص ٤٧ عند الكلام في ترتيب سورة القرآن في مصحف أمير المؤمنين على بن أبيطالب : قال ابن المنادى باسناده عن عبد خير عن على عليهالسلام أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبى ص فأقسم أنه لا يضع على ظهره رداه حتى يجمع القرآن فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن ، فهو اول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه ...