فعاقبه الله أن وجئ في عنقه حتى صيرت كهيئة السلعة حمراء ، وأبوذر كان منه إلى وقت الظهر ، فعاقبه الله إلى أن سلط عليه عثمان حتى حمله على قتب ، وأكل لحم إليتيه ، وطرده عن جوار رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأما الذي لم يتغير منذ قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى فارق الدنيا طرفة عين فالمقداد بن الاسود(١) لم يزل
____________________
آخر ما سيأتى من نصوص كلامه.
(١) وقد كان متصلبا شجاعا ذا بأس وصولة في يقين وهو صاحب المقالة المعروفة في بدر على ما نقله أصحاب السير :
روى ابن هشام في السيرة ١ / ٦١٤ أن رسول الله ص لما أتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم ، استشار الناس وأخبرهم عن قريش فقام أبوبكر الصديق فقال و أحسن ، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن ثم قام المقداد بن عمرو فقال : يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى : « اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون » ولن اذهب أنت وربك فقاتلا أنا معكما مقاتلون ، فو ـ الذى بعثك بالحق ، لو سرت بنا إلى برك الغماد ( موضع باليمن ، او هو اقصى هجر ، او مدينة بالحبشة ) لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه ، فقال له رسول الله خيرا ودعا له به ، راجع في ذلك اسد الغابة ج ٤ / ٤١٠ ، تاريخ الطبرى ٢ / ٤٣٤ ، تاريخ البلاذرى ١ / ٢٩٣ الاغانى لابى الفرج ٤ / ١٧٦ و ١٧٧ ط دار الكتب ولفظه :
قال عبدالله بن مسعود : شهدت من المقداد مشهدا لان اكون صاحبه أحب إلى مما في الارض م كل شئ كان رجلا فارسا وكان رسول الله اذا غضب احمارت وجنتاه فأتاه المقداد على تلك الحال فقال : أبشر يا رسول الله فو الله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا أنا ههنا قاعدون ولكن والذى بعثك بالحق لنكونن بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وشمالك أو يفتح الله تبارك وتعالى.
ومثل ذلك في طبقات ابن سعد ج ٣ ق ١ / ١١٥ باختصار ، وروى الهيثمى مثل الاول في مجمع الزوائد ٨ / ٣٠٧ باسناده عن انس وظاهر لفظه أن مقالته تلك كانت في غزوة الحديبية عند بيعة الشجرة.