٢٠ ـ مأخوذ من مناقب ابن الجوزى خطبة خطب بها أمير المؤمنين عليهالسلام بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله روى مجاهد(١) عن ابن عباس قال : لما دفن رسول الله (ص) جاء العباس وأبوسفيان بن حرب ونفر من بني هاشم إلى أمير المؤمنين عليهالسلام : فقالوا مد يدك نبايعك ، وهذا اليوم الذي قال فيه أبوسفيان : إن شئت ملاتها خيلا و رجلا [ وحرضوه فامتنع وقال له العباس : أنت والله بعد أيام عبد العصا ](٢) فخطب وقال ايها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة ، وعرجوا عن طريق
____________________
٥ / ١٠٥ من حديث ابن سعد وابن راهويه عن الحسين بن على عليهالسلام قال : صعدت إلى عمر بن الخطاب المنبر فقلت له : انزل عن منبر أبى واصعد منبر أبيك! فقال : ان ابى لم يكن له منبر ، فأقعدنى معه ، فلما ذهب إلى منزله قال : اى بنى! من علمك هذا؟ قلت : ما علمنيه أحد ، قال : أى بنى لو جعلت تأتينا وتغشانا ، فجئت يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب لم يؤذن له ، فرجعت فلقينى بعد فقال : يا بنى لم أرك أتيتنا ، قلت : جئت وأنت خال بمعاوية ، فرأيت ابن عمر ، فرجعت ، فقال : أنت أحق بالاذن من عبدالله بن عمر ، انما أنبت الله في رؤسنا ما ترى الله ثم أنتم! ووضع يده على رأسه.
(١) في المطبوع من المصدر : قال مجالد : حدثنى عكرمة عن ابن عباس.
(٢) قال ابن ابى الحديد في ج ١ / ٧٣ من شرحه على النهج : لما قبض رسول الله واشتغل على عليهالسلام بغسله ودفنه وبويع أبوبكر ، خلا الزبير وأبوسفيان وجماعه من المهاجرين ـ بعباس وعلى عليهالسلام لاجالة الرأى وتكلموا بكلام يقتضى الاستنهاض والتهييج فقال العباس : قد سمعنا قولكم فلا لقلة نستعين بكم ولا لظنة نترك آراء كم ، فأمهلونا نراجع الفكر ، فان يكن لنا من الاثم مخرج يصربنا وبهم الحق صرير الجدجد ونبسط إلى المجد أكفا لانقبضها أو نبلغ المدى ، وان تكن الاخرى فلا لقلة في العدد ، ولا لوهن في الايد ، والله لو لا أن الاسلام قيد الفتك ، لتد كدت جنادل صخر يسمع اصطكاكها من المحل العلى.
فحل على عليهالسلام حبوته وقال : الصبر حلم والتقوى دين ، والحجة محمد والطريق الصراط أيها الناس شقوا أمواج الفتن الخطبة