فمن رواياته ما صرحت بأن رسول الله لم يخرج إلى الصلاة في مرض موته ، لانه قال : « لم يخرج رسول الله ثلاثا وأبوبكر يصلي بالناس واقيمت الصلاة ، فذهب أبوبكر يتقدم ، فرفع رسول الله الحجاب فأومأ إلى أبى بكر أن يتقدم وأرخى الحجاب فلم نقدر عليه حتى مات » ، وسوق الكلام في بعض رواياته الاخر أيضا يدل على ذلك ، وهى مخالفة لروايات عائشة ـ وهو ظاهرـولروايته المذكورة أولا الدالة على أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم صلى خلف أبي بكر في مرضه ، وأنها كانت آخر صلاة صلاها ، ولعل السر في وضع أنس تلك الاخبار الدالة على أنه صلىاللهعليهوآله لم يخرج إلى الصلاة أنه أراد إبطال ما كانت الشيعة يتمسكون به من أن صلىاللهعليهوآله لما سمع صوته خرج إلى الصلاة وأخره عن المحراب فتفطن.
ومن وجوه تخالفها أنه قوله « فذهب أبوبكر يتقدم » وقوله : « فأومأ بيده إلى أبى بكر أن يتقدم » صريح في أن رفع الحجاب والايماء كان قبل الصلاة وقبل أن يتقدم أبوبكر ، وقوله في الرواية الاخرى « بينماهم في صلاة الفجر وأبو بكر يصلى بهم » وقوله في الرواية الاخرى « وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم » وقوله : « أن أتموا صلوتكم » يدل على أنه كان بعد اشتغالهم بالصلاة ، والتأويلات البعيدة ظاهرة البطلان.
وأما رواية عبدالله بن زمعة فكونه من رجال أهل الخلاف واضح ، وذكره ابن الاثير(١) وغيره في كتبهم ولم يذكروا له توثيقا ولا مدحا ، قالوا عبدالله بن
____________________
أنس ما يمنعك أن تقوم فتشهد ولقد حضرتها؟ فقال يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت ، فقال : اللهم ان كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة ، قال طلحة بن عمير : فوالله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك ابيض بين عينيه.
راجع شرح النهج ج ١ ص ٣٦٢ وان شئت راجع الغدير ج ١ ص ١٦٦ احاديث المناشدة في الرحبة خصوصا ص ١٩٢. هامش احقاق الحق ج ٦ ص ٣٠٥.
(١) اسد الغابة ج ٣ ص ١٦٤.