٤ ـ وفي رواية للبخاري وفيه : جاء بلال يؤذنه للصلاة فقال مروا أبابكر يصلى بالناس ، قالت : فقلت يا رسول الله إن أبابكر رجل أسيف إنه متى يقوم مقامك لا
____________________
الصحاح الست جميعا ، ولايجدى في ذلك ما ذكره البخارى تمحلا عن ذلك وصونا على رئيس مذهبة بأن « أمره هذا كان في مرضه القديم ، وصلاته ص في مرض موته جالسا والناس خلفه قيام لم يأمرهم بالقعود ناسخ له ، وانما نأخذ بالاخر فالاخر من أمر النبى ». وذلك لانهم كانوا يقتدون بصلاة أبى بكر زاعمين أنه مأمور بالصلاة من قبله ص ووظيفتهم القيام واما أبوبكر فهو الذى أخطأ حيث نوى الايتمام به ص من الركعة الثانية من دون أن يمتثل أمره السابق النافذ عليه فيجلس خلفه حتى يجلس المؤتمون به جميعا.
وانما لم يؤنبهم رسول الله بأنه لم لم تجلسوا خلفى ، لانهم كانوا معذورين ، وانما لم يؤنب أبابكر لم قمت خلفى ولم تجلس بجلوسى ، لان الخطب قد كان أعظم من ذلك على أن كلام الرسول ص « انما جعل الامام ليؤتم به فاذا كبر فكبروا ... واذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون » يأبى النسخ كمالا يخفى على العارف بالموازين.
وأما مارواه في الجامع ج ٦ ص ٤٠٢ نقلا عن مسلم ( ج ٢ / ١٩ ) وابى داود والنسائى بالاسناد عن جابر بن عبدالله قال : « اشتكى رسول الله ص فصلينا وراء ، وهو قاعد وابوبكر يسمع الناس تكبيره فالتفت الينافر آنا قياما فأشار الينا فقعدنا ، فصلينا بصلاته قعودا » الحديث فان كان هذه صلاته ص في مرض الموت على ما يظهر من قوله « وأبوبكر يسمع الناس تكبيره » كان مناقضا لحديث غيره المجمع عليه أنه كان ابوبكر والمؤتمون به جميعا قائمين إلى آخر الصلاة وان كان في غير مرض الموت ، لزمت الحجة على أبى بكر حيث كان بلغه السنة في هذه الشكاة قبل مرض الموت ولم يعمل بها في صلاته آخرا.
على أن الحديث معلول من جهة أخرى ، وهو أنه كيف التفت رسول الله في الصلاة و قد نهى نفسه الكريمة عن الالتفات في الصلاة وأعد عليه ( راجع جامع الاصول ج ٦ / ٣٢٥ ـ ٣٢٧ ) بل وكيف احتاج إلى الالتفات وقد كان يقول ص « انى لا راكم من خلفى كما اراكم من بين يدى » ويقول « اتموا الصفوف فانى اراكم من وراء ظهرى » في حديث متفق عليه.