وصدقه وشهد له أربعة كانوا عندنا خيارا غير متهمين منهم أبوعبيدة وسالم و عمر ومعاذ ، وظننا أنهم قد صدقوا ، فلما بايع علي عليهالسلام خبرنا أن رسول الله (ص) قال ماقاله ، وأخبر أن هؤلاء الخمسة كتبوا بينهم كتابا تعاهدوا عليه وتعاقدوا في ظل الكعبة إن مات محمد أو قتل أن يتظاهروا على فيزووا هذا الامر ، واستشهد أربعة سلمان وأباذر والمقداد والزبير ، وشهدوا له بعد ما وجبت في أعناقنا لابى بكر بيعته الملعونة الضالة.
فعلمنا أن عليا عليهالسلام لم يكن ليروي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله باطلا وشهد له الاخيار من أصحاب محمد عليه وآله السلام ، فقال جل من قال هذه المقالة إنا تدبرنا الامر بعد ذلك ، فذكرنا قول نبي الله صلىاللهعليهوآله ونحن نسمع إن الله يحب أربعة من
____________________
فيأ من المظلومون من عبادك وتقام المعطلة من حدودك ( النهج خ ١٢٩ ) إلى غير ذلك من كلماته المعتضدة بسيرته الكريمة الانسانية.
وأما ابوبكر فهو الذى يقول حين ولى الامة : ايها الناس قد وليتكم ولست بخيركم فاذا رأيتمونى قد استقمت فاتبعونى واذا رأيتمونى قد ملت فقومونى ، الا وان لى شيطانا يعترينى فاذا رأيتمونى مغضبا فتجنبونى لا أؤثر في اشعاركم وأبشاركم ( الامامة والسياسة : ١٩ ، الطبرى ٣ / ٢٢٤ البداية والنهاية ٦ / ٢٠٣ تاريخ الخلفاء : ٢٧ ).
فالرجل كان يقدر الخلافة رياسة دنياوية تراه يتكلم بما يتكلم أحدالرؤساء الجمهورية ويراوغ كرو غانهم : تارة يصانعهم ويقول : « قه وليتكم ولست بخيركم » وتارة يهددهم و يقول « فاذا رأيتمونى مغضبا فتجنبونى لا أو ثر في أشعاركم وأبشاركم » ومع هذا الغضب الذى يخرجه عن الحق ( والمؤمن هو الذى لا يخرجه غضبه عن الحق ) كيف ينتفع الناس بشريطته التى يأمر الناس بها : « فاذا رأيتمونى » الخ ، وهل تمكن أحد أن يقومه حين مال عن الحق في كثير من سيره؟ لا والله ما انتفع المسلمون بشريطته تلك ، حتى شقيقه عمر حيث نقم عليه ما فعله خالد بن الوليد بمالك بن نويرة عشيرته ثم عرسه بزجته قبل استبرائها من دون ريث ، وطلب منه أن يقتله قودا فأبى وقال : لا أشيم سيفا سله الله ، إلى غير ذلك من سيره التى تأتى في أبوابها.