وكما أخذ « أبو عمر الدوري » القراءات على مشاهير العلماء ، فقد أخذ أيضا حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن خيرة العلماء : وفي هذا المعنى يقول « الذهبي » : وروى « أبو عمر الدوري » عن « إسماعيل المؤدب ، وإبراهيم بن سليمان ، وإسماعيل بن عياش ، وسفيان بن عيينة ، وأبي معاوية الضرير ، ويزيد ابن هارون ، كما روى عن « أحمد بن حنبل » وهو من أقرانه » ا هـ (١).
وقد كان « أبو عمر الدوري » مدرسة وحده ، ولنستمع إلى « الذهبي » وهو يقول : لقد طال عمر « أبي عمر الدوري » وقصد من الآفاق ، وازدحم عليه الحذاق لعلو سنده وسعة علمه ا هـ (٢).
كما تتلمذ على « أبي عمر الدوري » عدد كثير. فقد روى القراءة عنه « أحمد بن حرب » شيخ المطوعي ، وأحمد بن فرح بالحاء المهملة ، وأبو جعفر المفسّر المشهور ، وأحمد بن محمد بن حمّاد ، وأحمد بن يزيد الحلواني ، وغيرهم كثير (٣).
ويقول الذهبي : « وحدّث عن أبي عمر الدوري ، ابن ماجة في سننه ، وأبو زرعة الرازي ، وحاجب أركين ، ومحمد بن حامد ، وخلق كثير » (٤).
ويقول « أبو داود » : رأيت « أحمد بن حنبل » يكتب عن « أبي عمر الدوري » ا هـ (٥).
توفي « أبو عمر الدوري » سنة ستّ وأربعين ومائتين من الهجرة ، بعد حياة كلها عمل من أجل تعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله « أبا عمر الدوري » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء. وقراءة « أبي عمر الدوري » لا زالت متواترة يتلقاها المسلمون بالرضا والقبول حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
__________________
(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩١.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩١.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٥٥.
(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩٢.
(٥) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩٢.