المعتضد ، قال حدثني « أبي » قال : كنت ذات يوم في دار المعتضد ، وقد أطلنا الجلوس بحضرته ، ثم نهضنا إلى مجالسنا في حجرة كانت موسومة بالندماء ، فلما أخذنا مضاجعنا ، وهدأت العيون ، أحسسنا بفتح الابواب ، وتفتيح الأقفال بسرعة ، فارتاعت الجماعة لذلك ، وجلسنا في « فرشنا » فدخل إلينا خادم من خدم « المعتضد » فقال : إن أمير المؤمنين يقول لكم : أرقت الليلة بعد انصرافكم فعملت :
و لما انتهينا للخيال الذي سرى |
|
إذا الدار قفر والمزار بعيد |
وقد ارتجّ على تمامه ، فأجيزوه ، ومن أجازه بما يوافق غرضي أجزلت جائزته ، وفي الجماعة كل شاعر مجيب مذكور ، وأديب فاضل مشهور ، فأفحمت الجماعة ، وأطالوا الفكر ، فقلت مبتدرا لهم :
فقلت لعيني عاودي النوم واهجمي |
|
لعلّ خيالا طارقا سيعود |
فرجع الخادم إلى « المعتضد » بهذا الجواب ، ثم عاد إليّ ، فقال : أمير المؤمنين يقول لك ، أحسنت ، وما قصّرت ، وقد وقع بيتك الموقع الذي أريده ، وقد أمر لك بجائزة وها هي (١). كما أخذ « الحسن بن العلاف » الحديث عن خيرة العلماء منهم :
« حميد بن مسعدة البصري ، ونصر بن عليّ الجهضمي ، ومحمد بن إسماعيل الحسّاني » وآخرون (٢). وقد روى عنه الكثيرون منهم ، « عبد الله بن الحسن بن النخاس وأبو الحسن الجرّاحي القاضي ، وأبو عمر بن حيويه ، وأبو حفص بن شاهين ».
توفي « الحسن بن العلاّف » سنة ثمان عشرة وثلاثمائة على خلاف في ذلك. رحمهالله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٣٨٠.
(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٣٧٩.