الآخرة وهي لا زالت مجهولة إلا أنا نرجو من الله تعالى له جنة عرضها السموات والارض.
ومما يدل على قبوله عند الله تعالى ومغفرته له ما يلي : روى « محمد بن منصور » المدني قال : حدثنا « محمد بن إسحاق المسيبي ، حدثني « أبي » عن « نافع » قال : لما غسّل « أبو جعفر » بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف ، قال : فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن » ا هـ (١).
وقال « شيبة بن نصاح » وكان ختنه على ابنة « أبي جعفر » : أ لا أريكم منه عجبا؟ قالوا : بلى ، فكشف عن صدره ، فإذا « دوّارة » بيضاء مثل اللبن ، فقال « أبو حازم » وأصحابه : هذا والله نور القرآن ، قال : « سليمان » : فقالت لي : « أم ولده » بعد ما مات : صار ذلك البياض غرة بين عينيه ا هـ (٢).
وقال « سليمان بن أبي سليمان » رأيت « أبا جعفر » على الكعبة في المنام ، فقلت : أبا جعفر ، فقال : نعم ، أقرئ إخواني السلام وأخبرهم أن الله جعلني من الشهداء الأخيار المرزوقين ا هـ (٣).
توفي « أبو جعفر يزيد بن القعقاع » سنة ثمان وعشرين ومائة من الهجرة ، عن نيف وتسعين سنة ، بعد حياة حافلة في تعليم القرآن ، والزهد ، والتقرب إلى الله تعالى. رحم الله « أبا جعفر » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ص ٣٨٤.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٧٥.
(٣) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ص ٣٨٤.