وقد كان يحضره الجماعة كالحسن بن علي عليهماالسلام وابن عباس وسعد بن مالك فيحتجون عليه بفضل أمير المؤمنين عليهالسلام على جميع الصحابة فلا يقدم على الانكار عليهم مع أظهاره في الظاهر البرآءة منه والخلاف عليه ، وكان تفد عليه وفود أهل العراق من شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام فيجر عونه السم الذعاق(١) من مدح إمام الهدى وذمه هو في أثناء ذلك(٢) فلا يكذبهم ولا يناقض احتجاجاتهم ، وكان من أمر الوافدات عليه في هذا المعنى ماهو مشهور مدون في كتب الآثار مسطور.
ثم كان من أمر ابنه يزيد لعنه الله مع الحسين عليهالسلام(٣) من القتل والسبي و التنكيل ، ومع ذلك فلم يحفظ عنه ذمه بما يوجب إخراجه عن موجب التعظيم ، بل قد أظهر الحزن(٤) على ذلك ، ولم يزل يعظم سيد العابدين عليهالسلام بعده ويوصي به حتى أنه آمنه من بين أهل المدينة كلهم في وقعة الحرة وأمر مسلم بن عقبة باكرامه ورفع محله وأمانه مع أهل بيته ومواليه.
ومثل ذلك كانت حال من بعده من بني مروان أيضا مع علي بن الحسين عليهالسلام حتى أنه كان أجل أهل الزمان عندهم ، وكذلك كانت حال الباقر عليهالسلام مع بقية بني مروان ومع أبي العباس السفاح وحال الصادق عليهالسلام مع أبي جعفر المنصور وحال أبي الحسن موسى عليهالسلام مع الهادي والرشيد ، حتى أن هارون الرشيد لما قتله تبرأ من قتله وأحضر الشهود ليشهدوا بوفاته على السلامة وإن كان الامر على خلافه. وكان من المأمون(٥) اللعين مع الرضا عليهالسلام ماهو مشهور ، وكذلك حاله مع
__________________
(١) في المصدر : ونسخة من الكتاب : ( الذعاف ) أقول : الذعاف : السم الذي يقتل من ساعته. وداء ذعاق أي قاتل.
(٢) في المصدر : وذمه في اثناء ذلك.
(٣) في المصدر : ثم قد كان من امر ابنه يزيد مع الحسين بن علي عليهالسلام على ما كان.
(٤) في المصدر : ( بل قد اظهر الندم ).
(٥) في المصدر : وكان حال المأمون.