حقّا دليل على وجود الخالق؟ بالنسبة للبروفسور « ترين تيان » يجب أن نقفز الخطوة ، فهو على حذو « باسكال » (١) يراهن على وجود الله. وفيما يلي الحوار الذي جرى معه :
١ ـ سؤال : منذ بضع سنوات ، هناك موجة تجتاح العالم العلمي ، فالحقائق التقليدية تهتز والملحدون يفقدون ثقتهم ، وأنتم أيضا حذوتم حذو « أندريه مالرو » (٢) (Andre Malraux) إذ تجرأتم بالكتابة قائلين : « العلم في القرن الحادي والعشرين سيكون روحيّا أو لا يكون » ، وباختصار فالعلم لم يعد محاربا لفكرة الإرادة الخالقة.
جواب : على كل حال هذا ما يحصل في حقل اختصاص علم الفلك ، حيث نرى أن تبدّلات عجيبة تحصل منذ وقت قليل : لعلكم تتذكرون قصة « نابوليون » مع العالم « لابلاس » (٣) ( Laplace ) عند ما سأله عن كتابه « الميكانيك السماوي » ولما ذا لم يشر فيه إلى المهندس الأكبر للكون ، « يعني الله » ، وقد كان جواب « لابلاس » ( Laplace ) بكل اعتزاز بأنه ليس بحاجة لهذا الاحتمال. أما اليوم فموقف « لابلاس » لا يراهن عليه ، لأن علم الكونية ، أي علم الكون بمجمله ، يفرض اليوم وجود فكرة الخلق. فمسألة وجود الخالق تطرح بشكل لا يمكن تفاديه ، ونحن نعرف الآن أن الكون كان له بداية بالانفجار الكبير.
أما كيف تطور الكون فالبعض يفضّل القول بالصدفة؟ أما فيما يخصني ، واستنادا إلى الدقة العجيبة للآليات التي تحكّمت في تطور الكون حتى انتهت إلى الإنسان ، فإني أفضّل أن أكون في صف الذين يقولون باحتمال وجود الخالق.
__________________
(١) عالم فرنسي عاش في القرن السابع عشر.
(٢) سياسي وفيلسوف فرنسي معاصر ( ١٩٠١ ـ ١٩٧٦ ).
(٣) عالم فلكي فرنسي ( ١٧٤٩ ـ ١٨٢٧ ).