لَبِثْتُمْ
إِلاَّ عَشْراً ، نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ
طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً ) ( طه : ١٠٢ ـ ١٠٤ )
( قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ
فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ. قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ
فَسْئَلِ الْعادِّينَ ) ( المؤمنون : ١١٢
، ١١٣ )
( ... كَأَنَّهُمْ
يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ ... ) ( الأحقاف : ٣٥ )
( وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ
بَيْنَهُمْ ، قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ وَما كانُوا
مُهْتَدِينَ ) ( يونس : ٤٥ )
فالإحساس بمرور
الزمن كما أسلفنا مرتبط بالمكان والسرعة ، وعند ما يموت الإنسان الموتة الأولى وهي
موتة الحياة الدنيا ، لا يفنى منه إلا نفسه ، أما روحه فتنتقل إلى حياة أخرى هي
الحياة الروحية بعد الموت وقبل البعث ، حيث تنتقل فيها الروح إلى مكان لا يعلمه
إلا الله. أما سرعتها فقد حدّدها المولى بقوله : ( تَعْرُجُ
الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
) ( المعارج : ٤ ). وبما أن
الروح هي العلة الأولى والمفتاح الأساسي لإحساسنا وإدراكنا للأشياء ومنها مرور
الزمن ، لذلك يحسب الكافرون بأنهم لم يلبثوا إلا يوما أو بعض يوم ، أما الذين
أوتوا العلم والإيمان فيعلمون تقدير المدة الحقيقة للزمن الذي انقضى بين موتهم
وبعثهم كما جاء في قوله تعالى : ( وَقالَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ
الْبَعْثِ ، فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ ، وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) ( الروم : ٥٦ ).
( لمزيد من الشرح
عن الحياة الروحية بعد الموت وقبل البعث ليرجع القارئ إلى كتابنا « من علم النفس
القرآني » فصل الموت في المفهوم القرآني والمنظار العلمي ).