بصورة واضحة مع أية آية قرآنية هو مرفوض مهما كانت صحّة سنده استنادا لقوله تعالى : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ. لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ. فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ ) ( الحاقّة : ٤٤ ـ ٤٧ ) ، واستنادا أيضا إلى الأحاديث الشريفة التالية :
« إنكم ستختلفون من بعدي ، فما جاءكم عنّي فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعنّي وما خالفه فليس عنّي » ( رواه ابن عباس ـ مسند الإمام الربيع ).
« اعرضوا حديثي على كتاب الله فإن وافقه فهو منّي وأنا قلته » ( كنز العمال ).
« إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نورا ، فما وافقه كتاب الله فخذوه ، وما خالفه كتاب الله فدعوه » ( روضة الكافي ).
٥ ـ قاعدة عدم التعارض مع الآيات : القرآن الكريم هو الميزان في صحة ما أسماه الإنسان بالعلوم سواء كانت مادية طبيعية أو إنسانية من قوله تعالى : ( تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ( السجدة : ٢ ) ، و ( ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ) ( البقرة : ٢ ). لذلك فنحن لا نربط بين أية آية علمية أو حديث شريف تطرّق إلى حقل من حقول العلوم المادية إلا مع ما أثبته العلم بالبرهان والصورة فأصبح قاعدة لا جدال فيها ، علما بأننا نرفض بعد المناقشة أية علوم تتعارض بنص صريح مع أية آية كريمة ، كما أننا لا نربط بين النظريات العلمية والآيات الكريمة إلا إذا كانت هذه تؤيد النظريات العلمية بصورة واضحة. أما النظريات العلمية التي تتعارض بصورة قاطعة مع النصوص القرآنية فهي مرفوضة سلفا ، وقد أثبت العلم والوقت ذلك ، ومن يستعرض تاريخ النظريات العلمية وتاريخ اكتشاف الحقائق التي لا جدال فيها في مختلف فروع العلوم يجد أن القرآن الكريم هو دائما وأبدا الكلمة الفصل في صحة العلوم التي تطرقت إليها الآيات الكريمة سواء كانت علوما مادية أو إنسانية. وما هدفنا إلا تبيان ذلك بصورة تفصيلية من خلال ما كتبناه وسنكتبه بإذن الله.