وقال بشر :
ـ ان معي هذه « الشنتقة » وهي لصاحب الكتاب.
ـ كم فيها :
ـ مئتان وعشرون ديناراً.
ـ هاتها.
ـ على بركة الله.
وسجل الرجلان وثيقة البيع ، وانصرف بشر الى حجرة كان يأوي اليها كلما قدم الى بغداد .. وكانت الفتاة تتبعه كحمل وديع وقد غمرتها سكينة المؤمنين ..
في الحجرة وريثما يحين موعد العودة الى سامراء ، أخرجت الفتاة الرسالة لتقرأها مرة أخرى .. ولثمتها ثم وضعتها على عينيها واستنشقت نفساً طويلاً لكأنها تريد أن تملأ صدرها بشذى الكلمات ..
ولم يتحمل بشر اكثر مما يرى!! هل هو حقيقة أم حلم كل ما يراه؟!
ربما يستطيع أن يدرك تصرفات الامام فهو رجل مبارك آتاه الله الحكمة وورث علوم جده محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولن ينسى أبداً كيف تنبأ بهلاك المتوكل ذلك الطاغية الأرعن .. تنبأ بسقوطه في وقت كان الناس يرهبون حتى اسمه .. ولكن ما يراه لا يجد له تفسيراً فتاة رومية تقبل كتاباً لا تعرف صاحبه!! قال بشر وقد اتسعت عيناه