وانطلق الجنود الى قصر مؤنس وطالبوا باطلاق الخليفة المقتدر الذي لم يصدق ذلك في البداية وظن انها حركة لاغتياله وكان مؤنس من المعارضين لخلافة القاهر ولذا صفح عنه المقتدر ، ونقل القاهر الى قصر السيدة شغب التي تناست موقفه الغادر وصفحت عنه.
ولم تكد بغداد تلتقط انفاسها بعد حتى انفجرت أزمة طائفية بين الحنابلة والشيعة حول تفسير قوله تعالى : ( عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا ).
إذ قال ابو بكر الحنبلي واصحابه : ان الله سبحانه يقعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم معه على العرش.
أما الشيعة : انما هي الشفاعة .. لأن الله لا يحد مكان وليس بجسم حتى يجلس على العرش ويجلس النبي معه ..
وما زاد الأمر خطورة اشتراك الجنود في هذه الفتنة واسفر الجدل الفكري الى اشتعال الاشتباكات وسقوط الكثير من القتلى والجرحى.
وفي سنة ٣١٨ كان المشاة وحرس الشرف قد شعروا بالغرور بسبب نجاح حركتهم في إعادة المقتدر الى الحكم ، ولذا اثبتوا اسماء أولادهم حتى الرضع في سجلات الجيش واسماء معارفهم واصدقائهم مما ارهق خزانة الدولة بالنفقات.