وفي المغرب العربي اغتيل يحيى الثالث
زعيم دولة الادارسة ..
واندثرت الدولة الطولونية في مصر ... واشتدت
دعوة عبد الله الشيعي ، وبدا واضحاً أنه سوف ينجح في تدمير دولة الأغالبة وتأسيس
دولة جديدة هي الدولة الفاطمية ...
المهدي الغائب يشهد قيام الدول
واضمحلالها .. يواكب حركة الاحداث وقوانين التاريخ .. يشهد صعود الكيانات الى
الذرى وسقوطها الى الحضيض .. وإذا كان جده الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
قد اخترق الفضاء والزمن في رحلة الاسراء والمعراج ليرى ملكوت السماء فإن حفيده
سيشهد كل اللحظات الحاسمة في حركة التاريخ ويتشرب قوانين الطبيعة .. ويرسم مستقبل
الاسلام باتجاه اليوم الموعود .. والغد الأخضر.
انه يواكب حركة المجتمع الاسلامي ، كشمس
تبعث دفنها من وراء الغيوم .. كبنفسجة يشم الجميع أريجها ولا يراها أحد .. كنجم
بعيد يهتدي به الحيارى في بحار الظلمات.
نحن الآن في موسم الحج سنة ٢٩٣ تشرين
الأول عام ٩٠٥ م وقد هوت افئدة الناس من كل حدب وصوب تطوف حول كعبة التوحيد ،
وتشكو الى الله ظلم الانسان لأخيه الانسان .. تشكو الى بارئها رحيل السلام .. تتأوه
من محنة القرامطة الذين عاثوا في الأرض الفساد وقهروا العباد ..