قال العمري للرجل :
ـ ان أردت ان تسأل فأسأل فإنك لا تراه بعد اليوم.
فانطلق ليتبعه وأراد أن يسأل ولكن الفتى الاسمر قال قبل أن يغلق الباب دونه:
ـ ملعون .. ملعون! من أخّر العشاء الى أن تشتبك النجوم ... ملعون ملعون من أخرّ الغداة الى أن تنقضي النجوم ..
ثم أغلق الباب.
وعاد الرجل الى العمري وهو يبكي بصمت ثم قال بصوت أقرب الى الهمس:
ـ لقد أجابني قبل أن أسأل.
ومضى الرجل لا يلوي على شيء وغاب في أزقة بغداد.
وفي الضحى من نفس اليوم مر موكب تشييع قرب سوق « الوراقين » يحمل جثمان الشاعر ابن الرومي الذي اغتيل بأوامر من رئيس الوزراء لأنه انتقده في بعض الأشعار ، وتناقل الناس طريقة اغتياله بالسم (٢٤١).
كما وصلت أخبار بتدفق آلاف المحاربين البلغار وفرضهم الحصار على القسطنطينية وكادت أن تسقط لولا استنجاد الامبراطور بالأسرى المسلمين للدفاع عن المدينة مقابل تحريرهم من الأسر (٢٤٢) لكنه نكث بوعده واقترح على الدولة الاسلامية افتداء الاسرى.