٣١
الجيوش العباسية تواصل تشديد حصارها على مدينة « المختارة » عاصمة التمرد ، وقد أدى الحصار الى نفاد المؤن داخل المدينة ، ووصلت أنباء مؤكدة تفيد بتطاحن داخلي فجره الجوع والحصار وانتشرت شائعات عن أكل المحاصرين للحوم الموتى بل وأكلهم لحوم الاطفال (٢٠٦)!
وكان التمزق يفتك بالبلاد الاسلامية التي باتت اصقاعاً موزعة على ولاة طامعين أو قادة عسكريين طموحين .. واصبح واضحاً ان الخليفة الحقيقي ليس في سامراء بل في البصرة ممثلاً بشخص اخيه « الموفق » القائد العام لجيوش الدولة .. وقد أثار هذا الوضع حنق الخليفة الذي راح يراسل حاكم مصر والشام « احمد بن طولون » الذي أسس منذ سنوات حكما مستقلاً عن الخلافة.
وفي يوم السبت ١٥ جمادي الأولى ٢٦٩ هـ خريف سنة ٨٨٢ م قرر المعتمد مغادرة العاصمة باتجاه مصر فتوجه الى « الكحيل » بحجة القيام برحلة للصيد ، فيما أرسل احمد بن طولون