٢٨
ما بال جعفر يبدو كمن أصابه مس من الجنون انه يتجه الى قصر رئيس الوزراء عبيد الله بن يحيى للاجتماع به على انفراد ، ويستقبله الرجل اكراماً لأخيه الراحل فاذا به يسمع من جعفر ما يجعله يسقط من عينه قال جعفر بحماقة :
ـ اجعل لي مرتبة أخي ، وأنا أوصل اليك كل سنة عشرين ألف دينار!
ونظر عبيد الله بن يحيى الى جعفر ... شتان ما بين الحسن وجعفر كأنه نقيض أخيه .. الحسن في عقله الكبير في كياسته .. في حلمه وتواضعه وطيبته وجعفر بخفته وتفاهته!!
وهاهو يأتي يطلب من الدولة أن تجعله إماما للشيعة وكأن الدولة هي التي نصبت أخاه وأباه من قبل ..
قال رئيس الوزراء وقد احتقره تماماً :
ـ يا أحمق .. السلطان أطال الله بقاءه جرد سيفه في الذين زعموا أن أباك وأخاك ائمة ليردهم عن ذلك فلم يتهيأ له ذلك .. فإن كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة بك الى سلطان يرتبك