زدتنا علماً بموقعه من خدمتك ، وانه وكيلك وثقتك على مال الله؟
فقال الامام عندها : نعم .. واشهدوا على ان عثمان بن سعيد العمري وكليي ، وان ابنه وكيل ابني .. مهديكم » (١٧٩).
كان عثمان بن سعيد قد انتهى توّاً من مراسم تجهيز جثمان الراحل العظيم للصلاة عليه، وانتبه أبو الأديان الى صوت عقيد الخادم يخاطب جعفراً :
ـ يا سيّدي قد كُفّن أخوك .. فقم للصلاة ..
مرّت اللحظات حساسة .. كان جعفر يخطو باتجاه نعش أخيه .. سوف يكتسب جعفر باقامة الصلاة على الامامه امتيازاً كبيراً .. فهناك قناعة لدى عموم الشيعة في أن الامام لا يصلّي عليه إلاّ إمام!
وقف جعفر قبال النعش استعداداً للصلاة .. وانتظمت خلفه صفوف المصلّين .. كان أبو الأديان واقفاً جنب عثمان بن سعيد في الصف الأول .. وكان جعفر على وشك التكبير .. عندما ظهر صبي بوجهه سمرة متموج الشعر .. تقدّم الصبي بخطى واثقة نحو جعفر وجذب رداءه قائلاً بصوت فيه حزم :
ـ تأخّر يا عمّ ، فأنا أحق بالصلاة على أبي :
اصفر وجه جعفر واربدّ وهو يتأخر واقفاً خلف الصبي الذي بدأ مراسم الصلاة على والده الراحل ..