أعماقها من الحب فقبّلت جبين نرجس التي شهقت هي الأخرى بالعبرة ..
وغمرت المنزل للحظات سكينة حتى ان المرء يشعر أن أجنحة الملائكة ترفرف فوق المكان في ذلك المنزل الهادىء الذي يمثل قلعة للمقاومة أو سفينة انقاذ تشق طريقها الى شاطىء السلام وسط أمواج الحياة الثائرة ..
وبدت سامراء ذلك العام اشبه بامرأه ثكلى تتلقى اخباراً حزينة ، خاصة من جنوب العراق حيث الاشتباكات العنيفة مستمرة وجيوش الدولة العباسية تمنى بهزائم متلاحقة اضطرت الموفق الى الانسحاب الى مدينة واسط لأعادة تنظيم قواته (١٤٩).
وفي ايران كانت ضواحي مدينة الري مسرحاً لعمليات حربية رهيبة بين قوات موسى بن بغا وكتائب الحسن بن زيد.
وفي منتصف عام ٢٥٨ هـ وفيما كانت نسائم الربيع تهب من ناحية الشرق وصلت سامراء والدة الامام الحسن ، وهي أمرأة صالحة من بلاد النوبة اقترن بها الامام علي الهادي لما عرف عنها من الصلاح والتقوى (١٥٠).
ان وراء سفر هذه السيدة وتحملها عناء السفر من المدينة المنورة اسباب كثيرة فهي تريد الاطمئنان على حفيدها الأمل .. وربما للحد من مضايقات جعفر الذي يبدو أنه قد بدأ ينتبه الى ما يجري في المنزل.