١٧
القمر يتألق في سماء بهية مغمورة بنور شفيف ، وكانت السيدة حكيمة قد تناولت افطارها بعد أداء فريضة العشاء وأخذت مضجعها تسبح الله وتحمده .. وبقربها رقدت السيدة نرجس .. أما الامام فقد أخذ مضجعه فوق صفة في فناء البيت ..
عيناه تسافران عبر المدبات البعيدة حيث تومض النجوم سامراء غارقة في هدأة الليل والمنارة الملوية تبعث ضوء خابياً يرشد القوافل المسافرة ..
البدر ما يزال بهياً في الهزيع الأخير من الليل ، وقد كفت الذئاب البعيدة عن العواء.
استيقظت السيدة حكيمة كعادتها في مثل هذا الوقت لأداء صلاة الليل .. ونهضت تسبغ وضوءها .. ألقت نظرة على نرجس كانت تغفو بسلام .. أنفاسها منتظمة ووجهها الملائكي يعكس ما تزخر به أعماقها من طهر ونقاء ..
كان الامام قد استيقظ وأسبغ وضوءه لرحلة الليل يرافق القمر والنجوم .. قلبه يطوف السماوات البعيدة .. لم يكن الامام ذاق