أما هي فقد وضعت تحت الاقامة الجبرية حتى حلول موسم الحج فطلب منها الانضمام الى إحدى قوافل سامراء وهكذا سيقت رغم أنفها الى خارج العاصمة فسمعت تصيح بهستيرية :
ـ اللهم اخز صالح بن وصيف كما هتك ستري ، وقتل ولدي وبدد شملي ، وأخذ مالي ، وغربني عن بلدي ، وركب الفاحشة مني (١٠٧).
كل شيء يهتز في دنيا الاسلام لم يعد هناك من ثابت مقدس بعد أن عصفت الفتن في كل مكان (١٠٨).
وبدا الفارس برمحه الطويل الذي يتربع فوق القبة الخضراء ببغداد حائراً لا يدري أين يشير برمحه (١٠٩)؟
هل يشير الى تقدم قوات الصفار باتجاه العراق؟ أم الى معارك الحسن بن زيد في « طبرستان » أو الى ثورة الزنوج في جنوب العراق؟ أم الى بغداد التي انتفضت بوجه المرتزقة والصعاليك القادمين من خراسان الذين راحوا يعبثون في « مدينة السلام » ينتهكون الأعراض وينهبون البيوت؟! أم الى القلاقل التي انفجرت في سامراء بعد أن تأزمت الأوضاع مرة أخرى ...
واصبحت الحياة في كثير من مدن الاسلام تشبه حياة الجاحظ الذي اصيب بالشلل النصفي وهو الآن يلتقط أنفاسه الأخيرة قبل أن يودع الدنيا (١١٠).
ووقعت خلال تلك الاسابيع حتى مطلع رجب بعض الحوادث منها قيام الخليفة ترحيل المطربين والمطربات ونفيهم الى بغداد ،