قال لا بل مسلم. قال : فان العزيز عزيز مصر كان مشركاً وكان يوسف عليه السلام نبيّاً ، وان المأمون مسلم وأنا وصيّ. ويوسف سأل العزيز أن يوليه حين قال: اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم وأنا اجبرت على ذلك .. ٤٠
٣. جواب الامام لبعض الصوفية
قال الاربلي : ودخل عليه بخراسان قوم من الصوفية فقالوا له : إن أميرالمؤمنين المأمون نظر فيما ولاّه الله تعالى من الأمر فرآكم أهل البيت أولى الناس بأن تؤموا الناس ونظر فيكم أهل البيت فرآكم أولى الناس بالناس ، فرأى أن يردّ هذا الأمر إليك والامة تحتاج إلى من يأكل الجشب ويلبس الخشن ويركب الحمار ويعود المريض.
قال وكان الرضا متكئاً فاستوى جالساً ثم قال : كان يوسف نبياً يلبس أقبية الديباج المزررّة بالذهب ويجلس على متكئات آل فرعون. ويحكم إنّما يراد من الامام قِسطه وعدله إذا صدق وإذا حكم عدل وإذا وعد أنجز. إنّ الله لم يحرّم لبوساً ومطعماً وتلا. قل من حرّم زينة اللهِ التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق. ٤١
٤. التمسك بالقرآن لفضيلة أميرالمؤمنين
قال المفيد في الفصول المختاره : قال المأمون يوماً للرضا عليهالسلام أخبرني بأكبر فضيلة لأميرمؤمنين عليهالسلام يدل عليها القرآن.
قال : فقال له الرضا عليهالسلام فضيلته في المباهلة قال الله جل جلاله « فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَ نِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ » فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن والحسين عليهماالسلام فكانا إبنيه ودعا فاطمة عليهاالسلام فكانت في هذا الموضع نساءه ، ودعا أميرالمؤمنين عليهالسلام فكان نفسه بحكم الله عزوجل وقد ثبت أنه ليس أحد من خلق الله سبحانه أجل من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأفضل فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عزوجل.
قال فقال المأمون أليس قد ذكر الله الأبناء بلفظ الجمع وانّما دعا
__________________
٤٠ ـ عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٣٨.
٤١ ـ كشف الغمة ج ٣ ص ٤٢٢.
٤٢ ـ أل عمران الآية ٦١.