الخامس ـ الأجوبة القرانية للأسئلة المطروحة
عاشر الرضا عليهالسلام طول حياته كثيراً من الناس عالمهم وجاهلهم ، عارفهم والمنكر لحقهم وكان عليهالسلام يُجيبُ أسئلتهم بما يقتضي حالهم ويحترم عامة الناس وإن جهلوا حقه وتجاسروا عليه.
ويدل على ذلك النصوص التالية :
١. كشف الغوامض للبزنطي
روى الحميري عن ابن عيسى ، عن البزنطي قال : كتبت إلى الرضا عليهالسلام أني رجل من أهل الكوفة وأنا وأهل بيتي ندين الله عزوجل بطاعتكم وقد أحببت لقاءك لأسألك عن ديني وأشياء جاء بها قوم عنك بحجج يحتجون بها عليّ فيك ، وهم الذين يزعمون أنّ أباك صلىاللهعليهوآلهوسلم حيّ في الدنيا لم يمت ميتتها وممّا يحتجّون به أنهم يقولون إنا سألناه عن أشياء فأجاب بخلاف ما جاء عن آبائه وأقرباءه كذا وقد نفى التقية عن نفسه فعليه أن يخشى.
ثم إن صفوان لقيك فحكى لك بعض أقاويلهم الذي سألوك عنها فأقررت بذلك ولم تنفعه عن نفسك ثم أجبته بخلاف ما أجبتهم وهو قول آبائك عليهم السلام.
وقد أحببت لقاءك لتخبرني لايّ شيء أجبت صفوان بما أجبته وأجبت اولئك بخلافه ؟
فإنّ في ذلك حياة لي وللناس ، والله تبارك وتعالى يقول : « وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا » فكتب بسم الله الرحمن الرحيم : قد أوصل كتابك إلي وفهمت ماذكرت فيه من حبك لقائي وما ترجو فيه ويجب عليك ان اشافهك في أشياء جاء بها قوم عني وزعمت أنهم يحتجون بحجج عليكم ويزعمون أني أجبتهم بخلاف ما جاء عن آبائي ولعمري ما يسمع الصمَّ و لا يهدي العمى إلاّ الله « فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ». إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي