خفيفة ، ثم يقوم فيجدد الوضوء ثم يقوم فلايزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر فهذا دأبه مذحول اليّ.
فقلت : اتق الله ولاتحدثن في أمره حديثا يكون منه زوال النعمة فقد تعلم انه لم يفعل احد باحد منهم سوءً إلاّ كانت نعمته زائلة فقال : ارسلوا اليّ غير مرّة يأمروني بقتله فلم اجبهم الى ذلك واعلمتهم اني لا افعل ولو قتلوني.
والغوى هارون لم يزل كلما حبس الامام عليهالسلام عند واحد من ثقاته وخاصته كلّفه بشتمه وقتله فيمتنع من ان يلقى الله بدمه ويتحرّج ان يبوء باثمه ولمّا كان الشّقي السندي ممن اشترى سخط الخالق برضا المخلوق وباع آخرته بدنياه اجابه الى ما دعاه ووافقه على سمّ الامام ففي بعض مؤلفات اصحابنا ان هارون لما اراد أن يقتل الامام عليهالسلام عرض قتله على سائر جنده وفرسانه فلم يقبل احد منهم حتى احضر من بلاد الافرنج قوماً لايعرفون الله ولارسوله ولا الاسلام ولاشيئا من لغة العرب وادخلهم على الامام ليقتلوه فلما رأوه خرّواً سجداً بين يديه ولما عزم السندي بامر فرعونه هارون على سمّ الامام عليهالسلام وعلم هارون منه ذلك احضر رطبا وأخذ منه عشرين رطبة وأخذ سلكا فعركه في السم وادخله في سم الخياط واقبل يردد السلك في كل رطبة حتى علم ان السمّ قد حصل فيها ، ثم وضعه في صينية وبعثه الى السندي فقدمه الى الامام عليهالسلام وقال له أن الخليفة اكل من هذا الرطب وانذلك وهو يقسم عليك حقّه لما أكلتها عن آخرها فأكل الامام عليهالسلام شيئاً قليلا فامره السندي أن يزداد فقال : حسبك فقد بلغت ماتريد.
وروى عن بعض الثقات قال : جمعنا السندي
ونحن ثمانون رجلاً من الوجوه ممّن ينسب الى الخير فادخلنا على موسى بن جعفر عليهالسلام فقال
لنا السندي يا هؤلاء انظر والى هذا الرجل هل حدث به حدث فانّ الناس يزعمون انه قد فعل مكروه به ويكثرون في ذلك وهذا منزله وفرشه موسّع عليه في جميع أمره فسئلوه